وقال ابن زياد في «فتاويه» : ويظهر عدم الاكتفاء في نيّتها بمطلق الصّلاة ؛ لأنّها ذات وقت كالضّحى ، وقال في «الإمداد» : وهي غير الضّحى على ما قاله في «الإحياء».
فتبرّأ منه ، واعتمد في «الإيعاب» أنّها من الضّحى وأنّ مقتضى المذهب امتناع فعلها بنيّة الإشراق ، وعليه الرّمليّ في «النّهاية» ، ومال إليه السّيّد عمر البصريّ.
ثمّ يتناول ما تيسّر من الفطور ويعود إلى مصلّاه الّذي بناه في سنة (١٣٠٠ ه) ، ووقف منه قطعة صغيرة للمسجديّة علينا وعلى ذرّيّاتنا فقط ؛ ليصحّ الاعتكاف فيه ، فيجلس للتّدريس به لأناس مخصوصين ؛ هم : السّيّد سقّاف بن علويّ بن محسن (١) ، والسّيّد عبد الله بن حسين بن محسن (٢) ، والشيخ عمر عبيد حسّان (٣) ، والشّيخ محمّد بن محمّد باكثير ، والشّيخ محفوظ بن عبد القادر حسّان (٤) ، وأمّا الشّيخ محمّد بن عليّ الدّثنيّ .. فإنّه لزيمه.
وكلّ هؤلاء حضر بعض دروسي في التّفسير والشّمائل والفقه بسيئون ، إلّا السّيّد سقّاف بن علويّ فإنّما حضر دروسي بسربايا من أرض جاوة في سنة (١٣٣٠ ه).
فإذا قضى أولئك دروسهم .. استدعاني ليباشر تعليمي بنفسه بعقب انصراف المخصّصين لتعليمي في محلّنا ؛ إذ كان يحميني عن مخالطة أبناء النّاس ، ويسرّب إليّ أولادا في سنّي يرضاهم للّعب معي ، يراقب أخلاقهم وأحوالهم بنفسه ، منهم السّيّد علويّ بن حسين بن محسن ، ومنهم : سالم بن حسن بن محمّد حسّان.
__________________
(١) ابن عم المؤلف ، ولد بسيئون ، وطلب العلم بها ، هاجر إلى إندونيسيا ، وكان له بها نفع ، فتولى منصب قاضي العرب بسورابايا ، وتوفي بها سنة (١٣٣٦ ه). «التلخيص» (١٦١).
(٢) ابن عم المؤلف أيضا ، ولد سنة (١٢٨٨ ه) ، وتوفي في (٨) رجب (١٣٤٩ ه) ، كان عالما زعيما ، قاضيا مصلحا حكيما ، وعرف أولاده بآل القاضي ، ومن ذريته : السيد العلامة علوي بن عبد الله ، المتوفى سنة (١٣٩١ ه) بمصر مؤلف كتاب : «التلخيص الشافي في تاريخ آل طه بن عمر الصافي» ، وشيخنا الحبيب العلامة علي بن عبد الله المتوفى بجدة في محرم سنة (١٤٢٣ ه) ، تراجمهم في «التلخيص» (١٤٥ ـ ١٦١).
(٣) توفي بسيئون سنة (١٣٥٦ ه).
(٤) المعروف بقاضي شبام ؛ لإقامته مدة بها في عمل القضاء ، ثم عاد إلى سيئون ، وتوفي بها ، لعله حدود (١٣٤٨ ه).