فأمّا البنت .. فتزوّجها ريّس بن عامر الملقّب بالصراح ، من آل سعيد ، وأمّا المرأة .. فلم تكد تحلّ حتّى تزوّجها عليّ بن عوض العوينيّ ، ثمّ تزاحموا على التّركة ، وكان ذلك في أواخر أيّام يافع ، ولم يشعر الصراح وهو في قصر الحومرة بحصن الحوارث .. إلّا وقد دخل عليه جماعة من آل جعفر بن بدر ، فواثبهم ، ولمّا كثروه .. تحاجزوا على أن يخرج بأهله مع الشرف العسكريّ ، وتخلّص منهم أيضا عبده المكين لديه وكان شجاعا لا يطاق واسمه ناصر ، ولمّا استقرّ بجعيمه واستولى آل جعفر بن بدر على حصن الحومرة وأمواله .. ركب الصراح اللّيل في عبديه ناصر وسالمين ونفر من آل سعيد ، وهجموا على دار البيتيّ ، وكان من جملة ما استولى عليه آل جعفر بن بدر من أموال الحومرة ، وكان فيه نحو ستّة فقتلوهم ، واحتلّوا الدّار ، ودامت المناوشات بينهم مدّة ، حدث في أثنائها أن سمع ناصر وسالمين بطلوع عليّ بن عوض العوينيّ من حصن الحومرة إلى سيئون في نفر من أصحابه ، فأخذوا عليهم الطّريق وناشبوهم الحرب وظفر آل عون بعد ذلك بواحد من آل سعيد فقتلوه ، وكان الصراح استولى على تركة عمّ له ، فرضي بعض أبناء عمّه ، وذهب الباقون إلى جفل ، وكان منهم محمّد بن عليّ بن عبود ، فسافر إلى باندوم ، وجمع له من المال ما يسّره الله ، ولمّا عاد إلى حضرموت بعد موت الصراح بدفيقه أيّام حربها .. قصد جفلا ، ووجد جعفر بن عليّ بن سعيد قد استولى على ماله بجعيمة بسبب أنّه تعهّد من بعض إخوانه ، فسار إلى القوز من سحيل جعيمه ، ومعه ناصر وسالمين عبيد الصراح ، فألفوا محمّد بن جعفر بن عليّ بن سعيد يحصد الزروع الذي في مال محمد بن علي بن عبود .. فانقضّ عليه ناصر وقدّ بطنه ، ولم يشتف غيظه بذلك .. فأرسل جماعة من أصحابه إلى قوز سحيل جعيمه فلم يغنوا شيئا ، فتبعهم هو بنفسه وناوش آل محمّد بن عليّ الحرب ، فخرجوا عليهم ، وقتل ناصر ، فجاء جماعة من آل سعيد ليحجزوا بينهم ، فلم يرض محمّد بن عليّ لما اشتدّ عليه من مصرع ناصر حتّى قال له أحدهم : أما علمت أنّ عامر بن سعيد يأكل جلجل في الكوت ، فرضي ، وكان الّذي أصاب ناصرا عليّ بن جعفر بن عليّ بن سعيد فوثب عامر بن سعيد فرآه ناصر وكان فيه رمق