على بور ، وكان له رباء فيها ؛ إذ كانت أمّه من آل باعبود ، ثمّ أخذه أبوه صغيرا للتّعليم إلى تريم ، فتعبت أمّه لفراقه.
وكان آل بور محتاجين إلى وال يجتمعون عليه .. فاستقدموه ، وأقام على المنصبة بها إلى أن توفّي سنة (١١٠٤ ه) ، وخلفه ابنه علويّ (١) ، ثمّ ابنه عبد الله بن علويّ ، المتوفّى ببور سنة (١١٤٥ ه) ، وكان فاضلا جليل القدر ، له اتّصال أكيد بالقطب الحدّاد ، وكثيرا ما يذهب إليه هو وخادمه ابن زامل ، وهو الشّاعر المطبوع من آل باجري ، وله فيه وفي القطب الحدّاد غرر المدائح بالعبارة العامّيّة.
وخلفه ولده علويّ ، ثمّ ولده سالم باحجرة ، ثمّ ولده علويّ بن سالم ، ثمّ سالم بن علويّ (الأخير) ، وكان عالما فاضلا ، له كلام كثير في التّصوّف ، توفّي ببور سنة (١٢٨٠ ه) ، وله أخ اسمه عبد الله ، كان شريفا فاضلا متواضعا ، لم يل المنصبة ، توفّي ببور قبل أخيه سنة (١٢٧٤ ه).
وتولّى المنصبة بعد الحبيب سالم بن علويّ : ولده عبد القادر ، وكان شهما شجاعا ذا وجاهة تامّة ، له يد في الإصلاح ، وكم سلمت نفوس بحجزه بين المتحاربين ؛ لأنّهم متى رأوا علمه يرفّ .. كفّوا ، مهما يكن من حردهم وغيظهم.
وكان من أجهر النّاس صوتا ، حتّى إنّه لينادي من صليلة (٢) فيسمع من بحوطة سلطانة وبينهما نحو من أربعة أميال ، فينطبق عليه قول بعضهم في شبيب بن يزيد الخارجيّ [من البسيط] :
إن صاح يوما حسبت الصّخر منحدرا |
|
والرّيح عاصفة والموج يلتطم |
وقول الآخر [من المتقارب] :
جهير الرّواء جهير العطاس |
|
جهير الكلام جهير النّغم |
وفي غير موضع من كتبي ذكرت ندى صوت العبّاس وعروة السّباع وما يتعلّق
__________________
(١) توفي ببور.
(٢) ضاحية من ضواحي بور.