عامّة ، ورمى به اليابان في بورما ، فكان كما قال الشّريف الرّضيّ [في «ديوانه» ٢ / ٢٩٣ من الكامل] :
عمري لقد قذفوا الكروب بفارج |
|
منها وقد رجموا الخطوب بمرجم |
فكأنّما قرعوا القنا بعتيبة |
|
ولقوا العدا بربيعة بن مكدّم |
رقّاء أضغان يسلّ شباتها |
|
حتّى يغيّر سمّ ذاك الأرقم |
ففلّ نابها ، وقطع أسبابها ، وأظهر شجاعة خارقة ، وتدبيرا حازما ، وكلّل الله أعماله بالنّجاح ، حتّى لقد سمعت أنّ ملك الإنكليز رسم بعشرين نيشانا لتلك الجيوش ، فحاز هو وعسكره منها سبعة عشر ، ولم يقع لبقيّة الأجناس إلّا ثلاثة أوسمة منها فقط. والله أعلم.
وله إلى جانب ذلك البأس أخلاق فاضلة ، وغيرة على العروبة ، ودفاع عنها ؛ فإن انضمّ إلى ذلك انتهاء عن المحظورات وقيام بفرائض العبادة .. فقد تمّ تمامه ، لكن قال لي مرتضى ابن أبي بكر شهاب أنّه هو الّذي باع حيدرآباد الدّكن على البوذيّين بستّ مئة ألف ربّيّة ، ثمّ لم يدفعوها له ، ومن المتواتر بين النّاس في الهند أنّ أخته متزوّجة بناصر بن عوض بلّيل.
وكان في بور جماعة من السّادة آل الحبشيّ ؛ منهم : السّيّد أحمد (١) بن هاشم بن أحمد بن محمّد الحبشيّ ، كان مقيما ببور ، ترجمه في «شرح العينية» (ص ٣٢٥) وذكر في ترجمته أنّه : (أخذ عن الشّيخ عبد الرّحمن بن عبد الله بامدرك ، المقيم ببور ، كان فقيها يتولّى فيها الأحكام الشّرعيّة ، وأظنّه قرأ عليه «المنهاج» بكماله) اه
وكان بين السّيّد أحمد بن هاشم والقطب الحدّاد ودّ وإخاء ، ثمّ تواحشا لاختلاف جرى بينهما حول الهجرين ، ومع ذلك فلم يمنعه الانحراف عن الاعتراف بفضل الحدّاد وإرشاده أهل بور إلى الأخذ عنه والاقتباس من علومه.
__________________
(١) هو حفيد صاحب الشعب ، هو السبب في تصنيف الإمام الحداد كتاب : «رسالة المعاونة» توفّي في ذي الحجة (١١١٥ ه) ، ودفن بشعب أحمد.