وله مؤلّفات ؛ منها : شرحه على «ألفيّة» السّيوطيّ في النّحو (١). ورسالة ردّ بها على القضاة : عيدروس بن سالم السّوم ، ومحمّد بن أحمد كريسان ، ومحمّد بن مسعود بارجاء ، ردّا مفحما ، صادق عليه طلبة العلم بأسرهم في نواحي حضرموت وساحلها. وله أشعار جزلة ، إلّا أنّه مقلّ منها.
ومن اللّطائف : أنّه هجا عبد الله عليّ حسّان حوالي سنة (١٣٢٠ ه) .. فوقع كلّ ما تفرّسه فيها عنه من الموبقات.
وله عناية بغرس النّخيل ، غرس منها الشّيء الكثير فنمت وآتت أكلها ، ودرّ عليه من ثمارها خير كثير.
توفّي ببور لإحدى عشرة خلت من ربيع الأوّل سنة (١٣٦٣ ه) ، وكانت وفاته فجأة بالسّكتة القلبيّة.
وخلفه ولده عبد القادر ـ وكان طائشا ـ فتوقّر وفتح بابه لوجهاء الضّيفان ، وأعانه على القيام بمنصبهم ضعفه (٢) ؛ إذ قلّت مهمّات المنصب لضغط الحكومة عليه ومضايقته. ويعجبني منه تلزّمه بالشّريعة ، حتّى لقد سألني في عيد الحجّة من السّنة المنصرمة ـ أعني سنة (١٣٦٦ ه) ـ عن جحش ، قال يوم اشتراه وهو صغير : بغيته أضحية؟ فأجبته بأنّ هذا القول كناية ـ كما صرّح به عبد الله بامخرمة ـ إن اقترنت به نيّة .. وجبت التّضحية به ، وإلّا .. فلا.
ومرّ في الغرفة ، ذكر السّيّد أحمد بن محضار العيدروس ، وهو من آل عبد الله بن علويّ العيدروس آل بور المذكورين ، وكان قائدا محنّكا عند عظام حيدرآباد الدّكن ، ولمّا استفحل أمر الأمّة اليابانيّة ببورما في الحرب الأخيرة ، وطفح سيلها ، وامتدّ ذيلها .. ضاق صدر الإنكليز ، فاستنجد بحكومة حيدرآباد فأمدّته به ، فأعطاه قيادة
__________________
(١) هذه الألفية تسمى : «الفريدة» أو «الزبدة» تحوي علم النحو والصرف والخط ، وقد بدأ الحافظ السيوطي في شرحها بنفسه ، وسماه : «المطالع السعيدة شرح المنظومة الفريدة» ولم يكمل.
(٢) أي : ضعف المنصب (المقام).