رضوا بالتّطويل نطقا ، منهم : المنصب السّيّد عيدروس بن عبد القادر السّابق ذكره ، وكان القرآن على لسانه مثل الفاتحة ، وله شعر لا ينتهي إلى إجادة.
ولمّا دنا أجله .. قال لمن حضره : (هلمّوا بنا نصلّي على النّفس المؤمنة) ثمّ صلّى بهم صلاة الجنازة ، وبمجرّد ما فرغ منها .. فاضت روحه ، وكان آخر كلامه في الدّنيا : (لا إله إلّا الله). وهذه الصّلاة وإن لم يجوّزها الفقه .. فإنّها تدلّ على شأن كريم ، وثبات عظيم وما الاجتهاد من الشيخ ببعيد ؛ فلا إنكار عليه.
وكانت وفاته سنة (١٣٢٨ ه) (١) وخطب النّاس قبيل الصّلاة عليه الشّهم الجليل السّيّد عمر بن عيدروس بن علويّ ، ووعظهم موعظة بليغة وكان أحد محبّيه والآخذين عنه.
وعن أبي شكيل : أنّ آل باخطيب وآل باغانم ببور ، وكلاهما من الصّدف.
وكان بها جماعة من آل باغشير.
منهم : الفقيه اللّغويّ المقرىء : محمّد بن أحمد باغشير ، صاحب المدائح في القطب العيدروس (٢).
ومنهم : شيخ العيدروس العلّامة الشّيخ : عبد الله باغشير ، عمّ الأوّل ، لهما ذكر في «فتح الرّحيم الرّحمن» و «المشرع» [٢ / ٢٤٣] وغيرهما.
وبعضهم يلتبس عليه هؤلاء بآل باقشير أصحاب العجز الآتي ذكرهم فيه.
وفي غربيّ بور : ديار آل أحمد بن عليّ آل باجريّ ، لا يزيدون اليوم مع مواليهم وأكرتهم عن مئة وثلاثين رجلا ، وكان سيّدي الحسن بن صالح البحر طلب منهم صلحا لآل قصير فامتنعوا ، وكان لأحدهم لسان وعارضة ، فافتخر أمام سيّدنا البحر ، فدعا عليه .. فسقط عليه الدّار من يومه ، ثمّ طلب الصّلح من مقبل بن رسّام أحد آل أحمد بن عليّ ، فأجابه ، فسرّ منه وهواة الكرامات يذكرون حول هذا كلاما كثيرا هم فيه مختلفون.
__________________
(١) كانت وفاته مساء الإثنين (١٩) محرم ، ودفن صبيحة الثلاثاء (٢٠) محرم.
(٢) ترجمة العيدروس في «المشرع» (٢ / ٣٤٨).