خلّكان» (عن ابن حزم : مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرّئاسة والسّلطان ؛ مذهب أبي حنيفة ، ومذهب مالك بن أنس) اه مختصرا.
وفي (ص ٢٣٣ ج ٥) : (أنّ المعزّ ابن باديس حمل أهل المغرب على مذهب مالك بعدما كان مذهب أبي حنيفة أظهر المذاهب به). وكانت وفاة المعزّ المذكور سنة (٤٥٤ ه).
وفي «مذكراتي» : (أنّ عبد الرّحيم بن خالد بن يزيد بن يحيى بن مولى جمح وصل إلى مصر في أيّام اللّيث بن سعد ، فأخذ عنه اللّيث وابن وهب ورشيد بن سعد ، وانتشر به مذهب مالك ، وتوفّي بالإسكندريّة سنة «١٦٣ ه» ، وخلفه ـ في نشر مذهب مالك بمصر ـ عبد الرّحمن بن القاسم ، وما زال مشهورا حتّى قدمها الشّافعيّ في سنة «١٩٨ ه» فصحبه جماعة من أعيانها كابن الحكم والرّبيع بن سليمان والمزنيّ والبويطيّ وعملوا بمذهبه ، ولم يكن أهل مصر يعرفون مذهب أبي حنيفة معرفتهم بمذهب مالك والشّافعيّ.
ويعلّل المقريزيّ ذلك بأنّ إسماعيل بن الرّبيع الكوفيّ ـ الّذي تولّى قضاء مصر بعد ابن لهيعة ـ كان يبطل الأحباس ، فثقل على المصريّين مذهبه في ذلك ، وسئموه.
أمّا الإمام أحمد .. فكان في القرن الثّالث ، ولم يخرج مذهبه عن العراق إلّا في القرن الرّابع ، وفي هذا القرن ملك الفاطميّون مصر ، وجاؤوا بمذهبهم على يد جوهر الصّقلّي) اه
ولا بدع أن يغزو المذهب الشّافعيّ حضرموت ؛ إمّا من أصحاب الشّافعيّ الأدنين ، أو من أمّ القرى ، أو من زبيد بواسطة الحجّاج والتّجّار وطلّاب العلم ؛ فالمواصلات متواترة بين حضرموت وبين هذه الأطراف ، على أنّ الحضارمة من أبعد النّاس عن التّمذهب.
وفي «نسيم حاجر» وفي المبحث الثّالث نسبة الاجتهاد لكثير من اللّاحقين فضلا عن السّابقين. قال الشّيخ إبراهيم بن يحيى بافضل ، المتوفّى سنة (٦٨٤ ه) [من الوافر]