وفي موضع آخر منه عن الشّيخ محمّد بن عمر جمال : (أنّه يقول : عمّت البلوى في جهة حضرموت بكثرة الجهل ، والجهّال أشبه بالشّياطين في أحوالهم ، وأقرب من البهائم في طبائعهم ، وقد كانت هذه الجهة معمورة بالعلم ، حكى المؤرّخون أنّه كان ببلد تريم ثلاث مئة مفت ، وفي شبام ستّون مفت ، وقاض شافعيّ ، وقاض حنفيّ ، وفي الهجرين قريب من ذلك) اه
وما نقله عن الشّيخ عليّ بن أبي بكر موجود في آخر الصّفحة (١١٧) من «البرقة» ونصّه : (وقد صحّ بالنّقل الصّحيح عن الثّقات أنّه اجتمع في تريم في زمن واحد ثلاث مئة مفت ، وبلغ الصّفّ الأوّل في صلاة الجمعة كلّه فقهاء) اه
وسيعاد هذا بأبسط ممّا هنا في تريم.
وفي الصّفحة التي قبلها : أنّ الإمام عليّ بن محمّد حاتم هنّأ شيخه المحقّق قاضي القضاة وسيّد القرّاء في عصره أبا بكر بن يحيى بن سالم أكدر بأبيات على شفائه من مرض ألمّ به ؛ منها :
قد حنّ مسجدنا لفقدك واشتكى |
|
خللا وإن كثرت به الأقوام |
وفي الحاشية : أنّ مسجدهم هو المعروف بمسجد عاشق ، يجلس على دكته منهم من أهل العلم والفتوى (٤٥) رجلا.
وفي «سموم ناجر» : أنّ وفاة الشّيخ أبي بكر بن يحيى هذا كانت سنة (٥٧٥ ه) شهيدا ، ويأتي في تريم عن «جوهر الخطيب» ما يوهم أنّ كثرة المفتين بتريم يعود إلى ما بذله الشّيخ سالم بافضل من نشر العلم ، والله أعلم.
وكانت وفاة الشّيخ بافضل في سنة (٥٨١ ه) أي : بعد الشّيخ أبي بكر أكدر بنحو ستّ سنين ، ومن البعيد أن يكون تفقّهه عليه .. فليتأمّل.
أمّا اشتهار مذهب الشّافعيّ في اليمن .. فقد قال السّخاويّ : إنّه كان في المئة الثّالثة ، ونقله عن الجنديّ.