وقال اليافعيّ : إنّ ممّن أظهر مذهب الشّافعيّ باليمن موسى بن عمران المعافريّ ، قال : وممّن نشره بزبيد بنو عقامة.
ومن كتاب «المسالك اليمنيّة» للسّيّد محمّد بن إسماعيل الكبسيّ : أنّ المأمون ولّى محمّد بن هارون التّغلبيّ قضاء التّهائم في سنة (٢٠٣ ه).
ومحمّد بن هارون هذا هو جدّ بني عقامة.
وفي «طبقات ابن السّبكيّ» [٧ / ١٣٠] : (عن ابن سمرة : أنّ فضائل بني عقامة مشهورة ، وهم الّذين نشر الله بهم مذهب الشّافعيّ في تهامة ، وقدماؤهم جهروا بالبسملة في الجمعة والجماعات) اه
وقوله : (وهم الّذين ... إلخ) صيغة حصر ، وكأنّ المذهب الشّافعيّ أتاهم قبل أن يعرفوا المذاهب ، فوافق ما عندهم فتمكّن ونشره الله بهم.
يعجبني ما ذكره ياقوت [٤ / ١٠٨] لبعض قضاتهم يرثي هلكاه المدفونين بالعرق وهو موضع بزبيد [من الكامل] :
يا صاح قف بالعرق وقفة معول |
|
وانزل هناك فثمّ أكرم منزل |
نزلت به الشّمّ البواذخ بعدما |
|
لحظتهم الجوزاء لحظة أسفل |
أخواي والولد العزيز ووالدي |
|
يا حطم رمحي عند ذاك ومنصل |
هل كان في اليمن المبارك بعدنا |
|
أحد يقيم صغا الكلام الأميل |
حتّى أنار الله سدفة أهله |
|
ببني عقامة بعد ليل أليل |
لا خير في قول امرىء مستمدح |
|
لكن طغى قلمي وأفرط مقولي |
وذكر اليافعيّ أيضا : (أنّ القاسم بن محمّد بن عبد الله القرشيّ المتوفّى سنة «٤٣٨ ه» نشر مذهب الشّافعيّ في نواحي الجند وصنعاء والمعافر والسّحول وعدن ولحج وأبين) اه
ولئن تأخّر وصول المذهب الشّافعيّ إلى حضرموت عمّا مرّ .. فلن يخطئها فيما حوالي هذا التّاريخ.