عبد الله بن سالم ، بقي بمكان أبيه ، إلّا أنّه يكثر التّردّد إلى سيئون. وفي سنة (١٣٦٤ ه) توفّي بها لعشر من رمضان.
وأمّا السّيّد صالح بن أحمد : فقد انتقل إلى سيئون ، وكانت له يد في خدمة الدّولة الكثيريّة ، وجلب العسكر لهم من الصّيعر ضدّ يافع. توفّي بسيئون (١) ، وله بها أولاد.
أكبرهم وأغناهم : الشّهم الغيور الفاضل ، السّيّد عليّ بن صالح بن أحمد ، جمع ثروة من جاوة فوصل فيها الأرحام ، وأطعم الطّعام ، وأقرض المحتاجين ، وأعان على نوائب الحقّ ، وأوصى بما يغلّ نحو ثمان مئة وخمسين ربّيّة لمثل ما كان يفعله من الضّيافة والمعروف في حياته ، وكان ينكر الخرافات والدّعاوي الكاذبة ، ولمّا واظب على حضور دروسي في «الشّمائل النّبويّة» .. تأكّد ما بخاطره من ذلك ، فوافقني على إنكارها وصارح بذلك ، فلحقه شيء يسير من فضول ما لحقني من تعصّب عشّاق الجاه المنفوخ ، والولاية المزيّفة ، منها أنّه من المشار إليهم بقول العلّامة السّيّد عليّ بن محمّد الحبشيّ [من الكامل] :
حجبوا وحسبهم الحجاب عذاب |
|
ياليتهم سمعوا النّدا فأجابوا |
والقياس : نصب (العذاب) ولكنّه ارتفع.
ولو لا اعتصامه بالثّروة ـ وهي الشّافع المقبول في بلادنا ـ .. لناله ما نالني أو أكثر.
توفّي بسيئون سنة (١٣٤٩ ه) (٢) ، ورثاه جماعة من أدباء سيئون وشعرائها ؛ منهم : ولده النّجيب صالح (٣) ، والسّيّد عيدروس بن سالم السّوم ، والسّيّد محمّد بن شيخ المساوى.
__________________
(١) سنة (١٢٩٩ ه).
(٢) وصدر كتيب صغير بعنوان : «فقيد سيئون» ، طبع بجاوة ، اشتمل على نبذة عن حياته والمراثي التي قيلت فيه.
(٣) صالح بن علي بن صالح الحامد (١٣٤٢ ـ ١٣٨٧ ه) ، ولد بسيئون ، وتربى في حجر والده ، وقرأ القرآن عند الشيخ عبد القادر باحميد ، وتفقه على السيد العلامة محمد بن هادي السقاف ، وتتلمذ