وفي «مجموعة مراثيه» : أنّ له اتّصالا بالعلّامة السّيّد شيخان بن محمّد الحبشيّ.
وما أراه إلّا وهما ؛ لأنّ السّيّد شيخان توفّي في رجب من سنة (١٣١٣ ه) ، والسّيّد عليّ بن صالح لم يعد من جاوة إلّا بعد ذلك بأكثر من سنتين عن غيبة طويلة ، كان في أثنائها اتّصال السّيّد شيخان بسيئون.
وبالسّحيل جماعة من آل الحبشيّ ؛ من أواخرهم : السّيّد محمّد بن عبد الله الحبشيّ ، وأخوه عبد الرّحمن ـ أصحاب بير المير الواقعة في شرقيّ هذا السّحيل وغربيّ باعبد الله ـ وطه بن عليّ ، وأخوه عبد القادر ، وكانت للثّاني ثروة جمعها من سنغافورة ، ولكنّها تلاشت أو كادت ، وكان وصل إلى حضرموت ، وجرى بينه وبين السّيّد أحمد بن سالم بو فطيم شجار ، فشجّه حسين بن أحمد بو فطيم في رأسه شجّة منكرة ، فذهب يستنجد بالعلّامة السّيّد عليّ بن محمّد الحبشيّ وآل أحمد بن زين الحبشيّ .. فلم ينفعه أحد ، ولكنّ ولده محمّد بن عبد القادر استعان ببعض العوامر ، فتسوّر ـ وهم معه ـ ذات ليلة على حسين بن أحمد وضربه ضربا مبرّحا وهو إلى جانب امرأته وكانت حاملا فأجهضت ولم تطل مدّتها.
وسافر السّيّد عبد القادر وولده محمّد إلى سنغافورة.
ثمّ عاد السّيّد عبد القادر بن عليّ في حدود سنة (١٣٣٠ ه) إلى تريم ومعه أهل وأولاد صغار ، فتوفّي وشيكا ، ووصل ولده محمّد إلى تريم أيضا فأوذي بها ، فعاد إلى سنغافورة ، واستولى على مال أبيه فيها ، وتدخّل آل الكاف ـ بتوكيل من الأولاد الصّغار وبعض النّساء ـ وسعوا في حبس محمّد ، فحبسته حكومة سنغافورة مدّة ، ثمّ أطلقته ، وصاح الشّيطان في تلك التّركة ، فهلكت وهلك الأبناء كلّهم إلّا محمّدا ،
__________________
للمؤلف ، وأخذ في مهجره عن العلامة الإمام علوي بن طاهر الحداد. تردد على بلدان جاوة ومصر والحرمين ، وكان أديبا مطبوعا ، نشرت له الصحف المصرية عددا من أشعاره ، ومقالاته التاريخية القيمة ، له مؤلفات قيمة تقلد عددا من المناصب الكبيرة في حضرموت ؛ منها : منصب مفتش المحاكم الشرعية ، وعضوا في محكمة الاستثناف العليا ، فمفتيا رسميا للدولة الكثيرية. وكانت وفاته في (٦) ربيع الأول (١٣٨٧ ه) بسيئون ، رحمه الله.