طبقاتهم وترتيب درجاتهم؟ هيهات! لقد حنّ قدح ليس منها (١).
وكان العلّامة ابن عقيل قويّ الإرادة ، حميّ الأنف ، وجرى عليه امتحان بسنغافورة وجاوة .. فلم يزلّ نعله ، ولا لان جانبه ، وله رحلات ـ حتّى إلى القارّة الأوربيّة ـ بمعيّة أمير الإحسان السّيّد محمّد بن أحمد السّقّاف (٢) ، وله اتّصال بكثير من أعيان مصر وغيرها. وله مؤلّفات كثيرة ، أجمعها وأحبّها إليه الكتاب الموسوم ب «ثمرات المطالعة» ، ومنها : «العتب الجميل على أهل الجرح والتّعديل» (٣).
غير أنّ الشّيخ الأديب أحمد الحضرانيّ أخبرني عن العبّاديّ الثّقة الّذي كان موظّفا بدار الضّرب في حيدرآباد الدّكن : أنّه ليس له ، وإنّما كان من تأليف العلّامة السّيّد أبي بكر بن شهاب ، فنزل عنه للعلّامة ابن عقيل ، وأنّه كان شاهد ذلك النّزول.
وأنا في شكّ منه ؛ أمّا أوّلا : فلأنّ عبارته وموضوعه أمسّ بعبارة ابن عقيل وجديلته ، وأمّا ثانيا : فإنّه حصيل مطالعات كثيرة ومراجعات وفيرة لا يصبر عليها شيخنا العلّامة ابن شهاب ، وإنّما كان له فهم وقّاد يتيسّر له عفوا معه المراد ، والله أعلم.
توفّي السّيّد ابن عقيل بالحديدة سنة (١٣٥٠ ه) ، وقد رثيته بمرثيّة لزوميّة توجد بمكانها من «الدّيوان».
ورثاه جماعة من الأدباء ؛ منهم العلّامة الأخ علويّ بن طاهر الحدّاد ، والشّاعر
__________________
(١) حنّ قدح ليس منها : مثل تضربه العرب للرّجل يتمدّح بالشّيء وهو من غير أهله.
(٢) هو السيد المحسن صاحب المبرات والأوقاف الخيرية ، محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علوي بن عبد الله بن محمد بن عمر الصافي السقاف ...
ولد بسنغافورة ، وكان والده من أعيان تجارها ، مشهورا بالسخاء والكرم ، واقتفى ابنه المترجم نهجه ، وأجرى الله على يديهما خيرا كثيرا ، توفي السيد محمد بسنغافورة سنة (١٣٢٣ ه). تكلم عن جودهما صاحب «التلخيص» (٤٤).
(٣) وقد طبع «العتب» بمصر قديما ، وهو يتناول الدفاع عن بعض الرواة ضعفوا بسبب تهمتهم بالتشيع! وله مؤلفات أخرى غير هذا .. تنظر في ترجمته الطويلة من «التعليقات» لضياء شهاب : (١ / ٣١٨ ـ ٣٢٤) ، «الرابطة» أعداد سنة (١٣٥١ ه) ، و «الأعلام» (٦ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠).