تاربه ، وكان تحمّل ديونا في الحرب الّتي جرت بسبب مسجد آل بو فطيم ، أثقلت كاهله ، ولكنّه قضاها من موسم واحد فيه صادف غلاء وسلامة من الجراد الّذي اجتاح أكثر زرع حضرموت في ذلك العام.
وبإثر وفاته استولى إمارة رضيخ ولده المنصب محمّد بن محمّد ، وفي أيّامه دخل آل عمّه عبد الله بن حسين بالشّراء من إخوانه إلى ما لأبيهم من ميراث أبيه فيه ، فأقلقوا راحته ، وجرت بينهم منازعات لا تزال آثارها في نفوس الطّرفين إلى اليوم. وقد قال حبيب [في «ديوانه» (٢ / ١٠٢) من الكامل] :
حسد القرابة للقرابة قرحة |
|
تدمي عواندها وجرح أقدم (١) |
وقد مرّ في الحسيّسة أنّ آل العيدروس ألّفوا جمعيّة أهمّ أغراضها : إصلاح ذات بينهم ، ولكنّها لم تفعل شيئا إزاء هذا ؛ لأنّ تلك الجمعيّة معقودة بما يهواه السّيّد عبد الله بن حسين العيدروس ؛ إذ هو القائم بأكثر كلفتها ، وكان متعصّبا على ابن أخيه .. فلم تتداخل جمعيّتهم في ذلك ؛ مراعاة لخاطره.
ثمّ حصن ابن ضوبان ، لآل جابر ، ومنه تنشعب الطّرق ، فتذهب طريق إلى النّعر ؛ وهو مسيل بين جبلين ، تنصبّ فيه المياه من عدّة جبال واسعة.
ومتى ارتفعت عن ذلك المسيل وتسنّمت الجبل .. فأوّل ما تمرّ به .. حرو ، وفيه حوض يحفظ الماء مدّة ليست بالطّويلة ؛ لأنّه غير مجصّص. ثمّ ريدة الجوهيّين. ثمّ بضي.
وتذهب الأخرى في ذلك الفضاء الواسع توّا. وأوّل ما يمرّ الذّاهب فيها بالرّدود ، قرية لا بأس بها للمشايخ الزّبيديّين وآل جابر. ومن الزّبدة بها الآن الشّيخ يسلم بن سعيد.
ثمّ سونه ، وهو واد صغير للزّبدة. ثم حكمه ، وهو واد آخر أوسع وأكثر عمارة من سونه ، لآل جابر وللزّبدة.
__________________
(١) القرحة : الجرح الّذي امتلأ قيحا. عواندها : سيلانها ، من عند الدّم .. إذا سال.