طلبة العلم من كلّ مكان ، وحصّل العلم على يديه خلق كثير ، حتّى إنّه ربّما بلغ في تريم ثلاث مئة مفت في عصر واحد ، ومصنّفون كثير ؛ كالإمام عليّ بن أحمد بامروان ، المتوفّى سنة «٦٢٤ ه» ، والإمام عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي عبيد ، المتوفّى بتريم سنة «٦١٣ ه» ، والإمام محمّد بن أحمد بن أبي الحبّ ، المتوفّى سنة ٦١١ ه) اه
ومن الأجلّاء كما يروى عن سيّدنا الأستاذ الأبرّ عيدروس بن عمر من يلحق منّته بنشر العلم بما كان من هجرة الإمام أحمد بن عيسى ووضع الفقيه المقدّم للسّلاح ، وتحرير الشّيخ عليّ بن أبي بكر للشّجرة.
ومن علماء تريم لذلك العهد : الشّيخ عليّ بن محمّد بن عليّ بن حاتم ، المتوفّى ـ كما في «تاريخ باشراحيل» ـ بتريم في شعبان سنة (٦٠٣ ه) (١).
ومنهم : الفقيه الصّالح عليّ بن يحيى بن ميمون ، المتوفّى بتريم سنة (٦٠٤ ه) (٢).
أمّا الشّيخ سالم بن فضل بن محمّد بن عبد الكريم بن محمّد بافضل هذا صاحب الرّحلة إلى العراق .. فقد توفّي شهيدا بتريم سنة (٥٨١ ه) (٣) ، صرّح بذلك العلّامة الجليل عبد الله بن أبي بكر بن قدري باشعيب ، ولم يذكر ذلك صاحب «الجوهر» ، مع أنّ مثل ذلك لا يخفى عليه ، لكن ليس بغريب منهم إغفاله ، فقد أغفلوا ذكر قتل السّيّد سالم بن بصريّ (٤) ، والظّاهر أنّ شهادة الشّيخ سالم بافضل حصلت لا على يد
__________________
(١) «شنبل» (ص ٦٥) ، وكان مولده بها سنة (٥٤٠ ه) ، كان عالما فقيها محققا ، تلقى علومه عن المشايخ آل أكدر.
(٢) ذكره المؤرخ شنبل (ص ٦٦) ، وسماه : علي بن يحيى باميمون.
(٣) ترجمته مفصلة في : «صلة الأهل» (٤٠ ـ ٦٧) ، و «أدوار التاريخ» (١٩٣ ـ ١٩٩) ، و «الحامد» (٢ / ٤٧٢ ـ ٤٧٥).
(٤) ذكر المؤلف خبر مقتل الإمام ابن بصري المتوفى سنة (٦٠٤ ه) اعتمد فيه على ما في بعض نسخ «تاريخ شنبل» ، ولكن العلامة الشاطري رحمه الله قال : (التحقيق : أنه توفي ولم يقتل ، كما أجمع على ذلك المؤرخون الذين هم أقرب إلى عصره ومن يليهم ، باستثناء بعض نسخ «تاريخ شنبل» فقط) اه «الأدوار» (١ / ٢٠٢) ، و «تاريخ شنبل» (٦٦) ، ولكن الذي في النسخة المطبوعة منه أنه توفي ولم يذكر القتل.