وفي «المسلك السّويّ» لسيّدي أحمد بن زين الحبشيّ : (أنّ الرخيلة هذا من مريدي الشّيخ عبد الرّحمن) اه
ومن التّعاجيب أن يشهد لبازغيفان بالمشيخة مع ما كان منه إلى شيخه السّقّاف.
وأمّا ابن أبي السّرور .. فلا أعرف من هو ، نعم ؛ سبق في بيت جبير أنّ الشّيخ يحيى بن عبد العظيم الحاتميّ ، المتوفّى سنة (٥٤٠ ه) كان من تلاميذ سيّدنا علويّ بن محمّد بن علويّ بن عبيد الله ، ومادحيه ، وهو أقدم من تلك الطّبقة ، لكنّ الاعتبار إنّما هو بالأكثر الغالب.
وقد دلّلنا في «الأصل» على انحراف الشّيخ سالم بافضل عن العلويّين ، وانتفاء ذكره هنا بين محبّيهم ومعظّميهم ممّا يؤكّده ، وهو أكبر علماء تريم لذلك العهد ، بل حضرموت على الإطلاق.
ودلّلنا فيه أيضا على أنّ السّيّد سالم بن بصريّ ذهب ضحيّة استبداد السّلطان عبد الله بن راشد ، وكان ابن أبي الحبّ مع ميله إلى العلويّين يتشيّع للسّلطان عبد الله بن راشد تشيّعا شديدا ، فكأنّما نطق بلسانه الأوّل حيث يقول [من الكامل] :
عجبا له أبكيه ملء مدامعي |
|
وأقول لا شلّت يمين القاتل |
ولو خلص ودّه .. لعادى من يعاديه ؛ إذ قد قال العتّابيّ [من الطّويل] :
تودّ عدوّي ثمّ تزعم أنّني |
|
صديقك ليس النّوك عنك بغائب |
لكنّه رثى سالما ملء دموعه ، ولم يتعرّض للقاتل ، كأنّما إحدى يديه أصابت الأخرى فقط ، على أنّه لا يلام من هذه النّاحية ؛ فقد كان كثير من العلويّين يطنبون فيه مع فعلته الّتي فعل ـ فيما إخال ـ وهو من الظّالمين.
على أنّ ثناءهم عليه لا يبعد أن يكون تحت تأثير من الضّغط حسبما تمثّل به الإمام الغزاليّ من قوله [من الطّويل] :
ولم أر ظلما مثل ظلم ينالنا |
|
يساء إلينا ثمّ نؤمر بالشّكر |