فاخرة ، وفرسا عربيّة محلّاة ، وألفا وخمس مئة من الرّيالات الفرانصة. وكانت له نفقات جليلة ، وصدقات جزيلة. توفّي سنة (١٢٤٢ ه).
ووقع رداؤه على ابنه أبي بكر ، وكانت له عبادة ومحاسن وإيثار للسّلم ، فاصطلح هو وابن يمانيّ والمناهيل وأهدروا الدّماء الّتي طلّت (١) بينهم ، ولكنّ يافعا أساءت عليه الأدب ، ونهبوا في عينات ، ووصل إلى سيئون ليصلح بينهم .. فلم يقبلوا له كلاما. توفّي سنة (١٢٦١ ه).
وقام في مقامه ابنه سقّاف بن أبي بكر بن أحمد بن سالم وفي أيّامه انتشر الجهل ، فحرص الحبيب عبد الله بن حسين بن طاهر على كشف غمراته ، فبعث بالحبيب عمر بن عبد الله بن يحيى فلم يحسن سياستهم ، فردّوه مكسور الخاطر ، ثمّ إنّ جدّي المحسن زار شعب المهاجر فلاقى به بعض أبناء الحبيب عبد الله بن حسين ، فزيّن له زيارة أبيه ، فتوجّهوا معا إلى المسيله ، فكلف عليه الحبيب عبد الله أن يذهب إلى عينات ليذكر آل الشّيخ ، فاعتذر أوّلا بأنّ معه صغار أولاده ، فلم يقبل له عذرا ، فذهب وأقام لديهم أربعين يوما ، وحصل به نفع عظيم لا يحصل مثله في أعداد من السّنين ؛ لأنّ قلوبهم سليمة ، وأذهانهم نقيّة.
وفي أيّامه وصل السّيّد عمر بن عليّ بو علامة (٢) ـ السّابق ذكره في المكلّا ـ إلى عينات ، وسار هو وإيّاه إلى دوعن (٣).
ثمّ حجّ في سنة (١٢٨٠ ه) ، وتوفّي سنة (١٢٨٣ ه) (٤) ، وابنه سالم في بندر المكلّا ، فنادوا به مع غيابه منصبا ساعة دفن أبيه ، وكتبوا له وللنّقيب صلاح بن محمّد
__________________
(١٢٢٨ ه) بعد القبض على عمه غالب بن مساعد ، فاستمر فيها إلى سنة (١٢٤٢ ه) ، حيث فصل عنها وسار إلى مصر ومات بها سنة (١٢٥٢ ه).
(١) طلّت : هدرت.
(٢) واسمه : عمر بن علي بن شيخ بن أحمد بن علي .. إلى آخر النسب ، يلقب بأبي علامة ، مولده في سورابايا.
(٣) الخبر في «البستان» (١٤١ ـ ١٤٧). وكانت وفاة الحبيب عمر بو علامة في شبام سنة (١٢٧٩ ه).
(٤) أخباره في «البستان» لابنه محمد بن سقاف (١٣١ ـ ١٥٣).