الكساديّ وأولاد عمر بن عوض القعيطيّ وهم مجتمعون بالمكلّا ، وعندهم يافع من الجبل ومن حضرموت ، وناس من الأعجام المسلمين ، يقال لهم : الرّويلة ، من كابل (١) ، يريدون بذلك إخراج غالب بن محسن الكثيريّ من الشّحر ، فتمّ لهم ما يريدون.
وكان الحبيب سالم هذا أدّى نسكه مع أبيه ، ثمّ توفّي سنة (١٢٩٥ ه) (٢).
ونادوا بابنه أحمد منصبا مع أنّ سنّه لم يكن يومئذ إلّا تسعا ، فكان كما قال مروان بن أبي حفصة [في «ديوانه» ٧٥ من الطّويل] :
فبانت خصال الخير فيه وأكملت |
|
وما بلغت خمسا سنوه وأربعا |
وكان عمّه الفاضل السّيّد محمّد بن سقّاف غائبا بجاوة ، فترك كلّ شيء وخفّ إلى حضرموت اهتماما بتعليمه.
وفي حدود سنة (١٣٠٦ ه) اتّصل ـ بواسطة عمّه محمّد والسّيّد بو بكر منصب الآتي ذكره ـ بسيّدي الأستاذ الأبرّ اتّصالا أكيدا ، ولبس منه ، وأخذ عنه ، وتحكّم له ، وعهدي به وهو ماثل بين يدي الأستاذ في مصلّى والدي بعلم بدر من أرباض سيئون مع أنّه من عشيّة اللّيلة الّتي مثل في صباحها بين يدي سيّدي الأبرّ كان يمشي إلى حفل المولد العامّ ، وشيوخ العلويّين ـ ومنهم الأستاذ ـ يمشون وراءه كما يقول الوالد مصطفى المحضار عن مشاهدة ، وهو المقدّم عليهم في القعود والقيام.
وفي ذلك العهد كان وصول الفاضل الجليل المنصب أبي بكر بن عبد الرّحمن بن أبي بكر (٣) ، من ذرّيّة الحبيب عبد الله بن شيخان ابن الشّيخ أبي بكر صاحب لامو إلى
__________________
(١) جاء بهم السلطان عوض بن عمر القعيطي لقتال غالب بن محسن الكثيري.
(٢) في (٤) من ذي الحجة من تلك السنة ، وأخباره وترجمته في «البستان» لأخيه محمد : (١٥٣ ـ ١٩١).
(٣) ذكر في «الفرائد الجوهرية» ، ولم يؤرخ لوفاته. ويلقب أجداد المترجم بآل بتّة ؛ نسبة لجدهم أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن شيخان بن الحسين ؛ وبتّة هي مدينة من مدن سواحل أفريقيا الشرقية ، هاجر إليها السيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن أبي بكر حفيد المذكور هنا ، ووالد السيد