وقد صرّح الشيخ (١) في المبسوط (١) بكون الرّطب والعنب قيميّا ، والتمر والزبيب مثليّا.
وقال في محكيّ المختلف : «إنّ (٢) في الفرق إشكالا» بل (٣) صرّح بعض من قارب عصرنا (٢) «بكون الرّطب والعنب مثليّين».
وقد حكي (٤) عن موضع من جامع المقاصد : «أنّ الثوب مثليّ» والمشهور خلافه.
وأيضا (٥) فقد مثّلوا للمثليّ بالحنطة والشعير. ولم يعلم أنّ المراد نوعهما
______________________________________________________
(١) تقدّم نقل كلامه آنفا ، فراجع. وهذا ثالث موارد الاختلاف.
(٢) قال بعد نقل كلام الشيخ قدسسره : «وفي الفرق إشكال» (٣).
(٣) الوجه في الإضراب هو : أنّ العلّامة لم يجزم بمثلية الرّطب والعنب ، وإنّما استشكل في الفرق بين العنب والزبيب بجعل العنب قيميّا والزبيب مثليّا. وأمّا المحقّق القميّ قدسسره فلم يتردّد في مثليّة الرّطب والعنب ، فيكون مخالفا لشيخ الطائفة قدسسره.
(٤) هذا مورد رابع ممّا اختلفوا في كونه مثليّا أو قيميّا ، قال المحقّق الثاني قدسسره بعد نقل تعريف المبسوط : «ونقض بالثوب ونحوه ، فإنّ قيمة أجزائه متساوية ، وليس بمثليّ» (٤). ولم يظهر أنّ النقض بالثوب منه أو من غيره من الفقهاء.
(٥) لم يختلفوا في كون الحنطة والشعير مثليّين ، فغرض المصنف قدسسره أنّهما وإن كانا متيقّنين من المثليّات ، إلّا أنّه لم يظهر منهم أنّ المثليّة هل هي ملحوظة بالنسبة إلى أفراد طبيعة نوعيّة كالحنطة مثلا ، فأنواعها وأصنافها أفراد الكلّيّ المثليّ؟ أم أنّها
__________________
(١) المبسوط ، ج ٣ ، ص ٦٠ و ٩٩ و ١٠٠.
(٢) هو المحقّق القمي في جامع الشتات ، ج ٢ ، ص ٥٤٣ و ٥٤٤.
(٣) مختلف الشيعة ، ج ٦ ، ص ١٣٥.
(٤) جامع المقاصد ، ج ٦ ، ص ٢٤٣ و ٢٤٤ ، والحاكي عنه هو السيد العاملي في مفتاح الكرامة ، ج ٦ ، ص ٢٤١.