السنن (١) ، وما تضمن بيان مراتب العبادة (٢) ، كصحيح هارون الآتي وغيره.
بل تضمن بعض النصوص الترغيب في العمل طلبا لما عند الله تعالى ففي النبوي : «إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ، فمن غزا ابتغاء ما عند الله فقد وقع أجره على الله عزوجل ، ومن غزا يريد عرض الدنيا أو نوى عقالا لم يكن له إلا ما نوى» (٣).
وفي صحيح الحسين بن أبي سارة : «سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو» (٤).
نعم ، العمل بقصد دفع المحذور وطلب المحبوب مرتبة دانية من الإطاعة ، والتقرب به دون التقرب بالوجوه الأخرى المتقدمة ، لأن تلك الوجوه أظهر في تعظيمه تعالى. مع مناسبتها لرفعة نفس العامل المتقرب وعلوّ همته وشرف مقصده ، ففي صحيح هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليهالسلام : «قال : العبادة [إن العباد] ثلاثة : قوم عبدوا الله عزوجل خوفا فتلك عبادة العبيد ، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الاجراء ، وقوم عبدوا الله عزوجل حبّا له ، فتلك عبادة الأحرار ، وهي أفضل العبادة» (٥) ، وقريب منه غيره.
لكنه أمر آخر لا ينافي الصحة والإجزاء الذي نحن بصدده ، بل يدل عليه.
هذا ، ولا يبعد ابتناء عمل المتشرعة مع قصد طلب الثواب ودفع العقاب
__________________
(١) راجع الوسائل ج : ١ باب : ١٨ من أبواب مقدمة العبادات.
(٢) راجع الوسائل ج : ١ باب : ٩ من أبواب مقدمة العبادات.
(٣) الوسائل ج : ١ باب : ٥ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١٠.
(٤) الوسائل ج : ١١ باب : ١٣ من أبواب جهاد النفس حديث : ٥.
(٥) الوسائل ج : ١ باب : ٩ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١.