وقد نقلها الشيخ في المبسوط بهذه العبارة ، قال : ومتىٰ كان العدو في جهة القبلة ، ويكونون في مستوىٰ الأرض لا يسترهم شيء ، ولا يمكنهم أمر يخافون منه ، ويكون في المسلمين كثرة ، لا تلزمهم صلاة الخوف ولا صلاة شدة الخوف ، وان صلّوا كما صلّىٰ النبي صلىاللهعليهوآله بعسفان جاز .
فإنّه قام علیهالسلام مستقبل القبلة والمشركون أمامه ، فصف خلف رسول الله صلىاللهعليهوآله صفّ ، وصفّ بعد ذلك الصفّ صفّ آخر ، فركع رسول الله صلىاللهعليهوآله وركعوا جميعاً ، ثم سجد علیهالسلام وسجد الصف الذين يلونه وقام الآخرون يحرسونه ، فلما سجد الأولون السجدتين وقاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم ، ثم تأخر الصفّ الذين يلونه الىٰ مقام الآخرين ، وتقدم الصفّ الآخر الىٰ مقام الصف الاول .
ثم ركع رسول الله صلىاللهعليهوآله وركعوا جميعاً في حالة ، ثم سجد وسجد الصفّ الذي يليه وقام الآخرون يحرسونه ، فلما جلس رسول الله صلىاللهعليهوآله والصفّ الذي يليه سجد الآخرون ، ثم جلسوا جميعاً وسلم بهم جميعاً .
وصلّىٰ بهم علیهالسلام ايضاً هذه الصلاة يوم بني سليم (١) .
وقال الفاضل ـ رحمهالله ـ : لها ثلاث شرائط :
ان يكون العدو في جهة القبلة ، لانّه لا يمكن حراستهم في الصلاة الا كذلك .
وان يكون في المسلمين كثرة يمكنهم معها الافتراق فرقتين .
__________________
(١) المبسوط ١ : ١٦٦ ـ ١٦٧ .