وهي ان ينتهي الحال إلىٰ إلتحام الابطال ، وقوة النزال ، وعدم التمكن من الافتراق علىٰ الوجوه السابقة .
فالصلاة هنا قصر في العدد ، إلّا المغرب والصبح فانهما بحالهما . ويقصر الجميع في الكيفية ، فيصلّون ركباناً ومشاة ويركعون ويسجدون ، ومع التمكن يومئون بهما ويجعلون السجود أخفض من الركوع ، ومع تعذر الايماء تجزئ عن كل ركعة : سبحان الله والحمد لله ولا اله إلّا الله والله اكبر ، فعن جميع الصلوات تسبيحتان وعن المغرب ثلاث .
قال الله تعالىٰ : ( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ) (١) .
وروىٰ حماد بن عثمان عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله علیهالسلام يقول : « إذا التقوا فاقتتلوا فانما الصلاة حينئذ بالتكبير ، فاذا كانوا وقوفاً فالصلاة ايماء » (٢) .
وفي الصحيح عن زرارة وفضيل ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر علیهالسلام ، قال : « في صلاة الخوف عند المطاردة والمناوشة وتلاحم القتال ، فانّه يصلي كل انسان منهم بالايماء حيث كان وجهه . فإذا كانت المسايقة والمعانقة وتلاحم القتال ، فأنّ أمير المؤمنين علیهالسلام ليلة صفين ـ وهي : ليلة الهرير ـ لم تكن صلاتهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء عند وقت كل
__________________
(١) سورة البقرة : ٢٣٩ .
(٢) التهذيب ٣ : ٣٠٠ ح ٩١٦ .