المؤمنين الحساب ، ويدفعون عن العذاب ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (٤) أيها النّاس ، انّ الأنبياء حجج الله في أرضه ، النّاطقون بكتابه ، العاملون بوحيه ، وان الله عزّ وجلّ أمرني أن أُزوّج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمّي وأولى النّاس بي ، علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، وأنّ الله قد زوّجه في السّماء بشهادة الملائكة ، وأمرني أن أزّوجه وأُشهدكم على ذلك ، ثمّ جلس رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ثم قال : قم يا علي فاخطب لنفسك ، قال : يا رسول الله أخطب وأنت حاضر ، قال : اخطب فهكذا أمرني ربي ، أن آمرك أن تخطب لنفسك ، ولولا أنّ الخطيب في الجنان داود ، لكنت أنت يا علي ، ثم قال النّبي ( صلى الله عليه وآله ) : ايُّها النّاس اسمعوا قول نبيّكم إنّ الله بعث أربعة آلاف نبيّ لكلّ نبيّ وصيّ ، وأنا خير الأنبياء ووصيّي خير الأوصياء ، ثم أمسك رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وابتدأ علي ( عليه السّلام ) فقال : الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه النّاطقين ، وأنار بثواقب عظمته قلوب المتّقين ، وأوضح بدلائل أحكامه طرق الفاضلين وأنهج بابن عمّي المصطفى العالمين ، وعلت دعوته دواعي الملحدين ، واستظهرت كلمته على بواطل المبطلين ، وجعله خاتم النبيّين وسيّد المرسلين ، فبلّغ رسالة ربّه وصدع بأمره ، وبلّغ عن الله آياته ، والحمد لله الّذي خلق العباد بقدرته ، وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيّه محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، ورحم وكرم وشرّف وعظّم ، والحمد لله على نعمائه وأياديه ، وأشهد أن لا إله إلّا الله ، شهادة تبلغه وترضيه ، وصلّى الله على محمّد وآل محمّد صلاة تربحه وتحظيه (٥) » الخبر .
[١٦٥١٣] ٧ ـ ابن شهرآشوب في المناقب : خطب النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، على المنبر في تزويج فاطمة ( عليها السّلام ) ، خطبة رواها يحيى بن
__________________________
(٤) آل عمران ٣ : ١٨٥ .
(٥) من الحظوة : أي تقربه إليك وتسعده بك ( النهاية ج ١ ص ٤٠٥ ) .
٧ ـ المناقب ج ٣ ص ٣٥٠ .