الله ، قد غلبني حديث النفس ، ولم أُحدث شيئاً حتى أستأمرك (١) ، قال : بم حدثتك نفسك يا عثمان ؟ قال : هممت أن أسيح في الأرض ، قال : فلا تسح فيها ، فإن سياحة أُمتي المساجد ، قال : هممت أن أُحرم اللحم على نفسي ، فقال : فلا تفعل ، فإني لأشتهيه وآكله ، ولو سألت الله أن يطعمنيه كل يوم لفعل ، قال : وهممت أن أجب (٢) نفسي ، قال : يا عثمان ليس منا من فعل ذلك بنفسه ولا بأحد ، إن وجآء (٣) أُمتي الصيام ، قال : وهممت أن أُحرم خولة على نفسي ـ يعني امرأته ـ قال : لا تفعل يا عثمان » الخبر .
[١٦٥٣١] ٢ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، أنه سئل عن رجل دخله الخوف من الله ، حتى ترك النساء والطعام الطيب ، ولا يقدر على أن يرفع رأسه إلى السماء تعظيماً لله ، فقال ( عليه السلام ) : « أما قولك في ترك النساء ، فقد علمت ما كان لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منهن ، وأما قولك في ترك الطعام والطيب ، فقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأكل اللحم والعسل ، وأما قولك أنه دخله الخوف من الله حتى لا يستطيع أن يرفع رأسه (١) ، فإنما الخشوع في القلب ، ومن ذا يكون أخشع وأخوف لله من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فما كان يفعل هذا ، وقد قال الله عز وجل : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ) (٢) » .
__________________________
(١) في الحجرية : « استأمرتك » وما أثبتناه من المصدر .
(٢) الجَبّ بفتح الجيم وتشديد الباء : قطع الذكر ( النهاية ج ١ ص ٢٣٣ ) .
(٣) الوجاء : الخصاء ، شُبّه الصوم به لأنه يكسر الشهوة ( النهاية ج ٥ ص ١٥٢ ومجمع البحرين ج ١ ص ٤٣٠ ) .
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٩٣ ح ٧٠٢ .
(١) في المصدر زيادة : إلى السماء .
(٢) الأحزاب ٣٣ : ٢١ .