وكانت دولة الشّحر لكندة إلى سنة (٥٧٥ ه) (١) .. حيث هجم عليها الزّنجيليّ.
ثمّ تولّاها آل فارس (٢) المختلف في نسبهم : فقيل : إلى الأنصار ، وهو أبعدها.
__________________
قصدهم المكرّم بن عليّ بن محمّد الصّليحيّ إلى عدن ، فأخرجهم منها ، وولّاها العبّاس ومسعود ابني المكرّم الهمدانيّ وتغلّب في هذه الفترة على حضرموت والشّحر أمراء البلاد كما يظهر. ولم نجد تفصيلا في ذلك ؛ فهي فترة مجهولة في تاريخ الشّحر وحضرموت إلى سنة ٥٠٢ ه)
(١) بعد أن سردنا أحداث تاريخ الشّحر مجملة من «الشّامل» الّذي انتهى إلى سنة (٤٥٩ ه) .. ثمّ ذكر أنّ هناك فترة في التّاريخ الحضرمي مجهولة إلى سنة (٥٠٢ ه) أي حوالي بضع وأربعين سنة ، ولما أن المصنف لم يذكر إلا ما بعد سنة (٥٧٥ ه) .. فإننا نستأنف الكلام هنا على تاريخ الشّحر وحكم آل فارس بن إقبال ـ وهم من كندة ـ على أوسط الأقوال كما ذكر المصنّف رحمه الله :
دولة آل إقبال في الشحر :
سنة (٥٠٢ ه) قتل أبو أحمد بن محمّد بن فارس وابنه مظفّر في الأشحار ، [«شنبل» (ص ٢١)].
سنة (٥٠٩ ه) قتل راشد بن إقبال بن فارس بدوعن ، وولد ابن ابنه راشد بن محفوظ بن راشد [«شنبل» (ص ٢٤)].
قال في «الشّامل» : (فمن هاتين الكلمتين وما يأتي يظهر أنّ هذه العشيرة تعرف بآل ابن فارس ، وآل إقبال هي المتولّية على الشّحر والمنازعة في دوعن ؛ فإنّه قال ـ أي شنبل في سنة (٥١٥ ه) ـ : (انفرد فارس بن راشد بن إقبال بولاية الأشحار ، وخرج أخوه محفوظ منها) [«شنبل» (ص ٢٦)]. ثمّ سكت عنهم إلى سنة (٥٤٧ ه) ، فقال : (وفيها توفّي عبد الباقي بن فارس بن راشد بن إقبال بمأرب) [«شنبل» (ص ٣٧)]. وفي سنة (٥٧٥ ه) قتل راشد بن عبد الباقي بن فارس بن إقبال ، قتله الثّعين بعد أن قتل عيسى بن إبراهيم وأخاه أبا بكر [«شنبل» (ص ٤٨)]) اه انتهى كلام الحدّاد ، ثمّ تحدّث عن غزو الغزّ لحضرموت .. كما سيأتي ذكره في تريم.
(٢) الكلام على نسب آل فارس الّذين هم نفسهم آل إقبال ، كما تقدّم. فقول المصنّف : كانت دولة الشّحر لكندة .. إلخ ، ثمّ قوله : (ثمّ تولّاها آل فارس) .. يوهم أنّ الأوّلين غير الآخرين ، وهذا لعلّه سهو منه لما قدّمنا.
حكم الغزّ ثمّ عودة آل فارس : قدّمنا أنّه في عام (٥٧٥ ه) قتل راشد بن عبد الباقي بن فارس بن إقبال .. إلخ الخبر السابق ، وفي تلك السّنة كان قدوم الزّنجيلي عثمان الّذي عاث في حضرموت الفساد ، ولكنّه هرب من عدن سنة (٥٧٩ ه) لمّا جاء طغتكين بن أيّوب من مصر إلى اليمن. ثمّ عادت الشّحر إلى حكم الأهالي حتّى سنة (٦٠٩ ه) .. فوصل عبد الباقي بن فارس بن راشد بن عبد الباقي بن فارس بن إقبال ومعه جماعة من الغزّ وأخرجوا الأهالي ، وهرب واليها إلى تريم ، وهو فارس بن راشد ، وتوفّي بها في سنة (٦٠٨ ه) ، وبقيت الشّحر تحت إمرتهم إلى سنة (٦١٦ ه) ، وفيها خرج ابن مهديّ وطرد آل إقبال .. كما سيذكر المصنّف. ينظر «الشّامل» (١١١) ، والجزء