وللشّيخ محمّد بن شيخ الدّثنيّ ، وكانت مذاكرات علميّة شهيّة في ذلك المجلس الشّريف. هكذا وجدته بخطّ الدّثنيّ المذكور.
وفي «المواهب والمنن» للسّيّد علويّ بن أحمد بن حسن الحدّاد : (أنّ السّيّد علويّ بن محمّد الكاف ساكن وادي عمد وادي قضاعة بحضرموت .. كان مع سيّدي الوالد في المركب الّذي انكسر بهم قريبا من القنفذة في سنة «١١٥٧ ه»).
وفي الخربة المذكورة جماعات من آل باكرمان ، وهم مشايخ ، وعندهم أوشاب (١) من الرّعايا (٢).
ثمّ الشّعبة (٣) ، وهي بالوادي الشّرقيّ ، وسكّانها آل العموديّ ، مشهورون بكرم الضّيافة ، وفيها خزانة كتب للشّيخ العلّامة عمر بن أحمد العموديّ (٤) ، المقبور
__________________
(١) الأوشاب : هم الخليط من النّاس.
(٢) ومن مشاهير رجال الخربة من السّادة آل الشّيخ أبي بكر : السيّد الوليّ الصّالح ، الحبيب صالح بن محسن بن أحمد بن بو بكر بن عبد الله بن الحبيب صالح بن عبد الله الحامد ، ولد بالخربة سنة (١٣١٣ ه) ، تلقّى العلم في بلاده ، ثمّ هاجر إلى جاوة عام (١٣٣٤ ه) ، وسكن قرية تسمّى تانقول بجاوة الشّرقيّة ، واتّصل بأكابر بني علويّ في جاوة ؛ كالحبيب عبد الله بن محسن العطّاس ، ومن في طبقته ، وبنى في التانقول مسجدا من كسب يديه ، ثمّ بنى مسجدا آخر سمّاه : (رياض الصّالحين) ، أهداه أرضه أحد المواطنين. وكان منزله مفتوحا على الدّوام للأضياف ، وكان لا يخلو من أحد منهم ، ولا تخلو ساعة في يومه من زائر ، وكان يربي بعض اليتامى عنده.
وكان مصلحا ذا تأثير ونفوذ في عزائم المسؤولين.
توفّي الحبيب صالح بن محسن بالتانقول سنة (١٣٩٦ ه) ، وله مواعظ ، جمعها تلميذه السيّد محمّد بن عبد الله بن هود السّقّاف ، كما جمع بعض مناقبه.
(٣) وتسمّى : شعبة بامحمّد ؛ لأنّ آل العموديّ الّذين بها من نسل الشّيخ محمّد بن عيسى العموديّ. فيقال لهم : آل بامحمّد. وفيها خزانة كتب الشّيخ عمر بن أحمد العموديّ .. الآتي ذكره.
(٤) هو الشّيخ عمر بن أحمد بن محمّد بن عثمان بن أحمد بن محمّد بن عثمان بن عمر بن محمّد ابن الشّيخ سعيد العموديّ .. كان من أجلّاء العلماء والفقهاء ، هاجر من بلده لطلب العلم ، واقتنى كتبا كثيرة ، وكان عالما ، وكذلك ابنه عبد الرّحمن ، ولد بقيدون هاجر إلى مكّة بعد أن ضاقت به بلاده ؛ لأنّه ولي مشيخة قومه العموديّين ، وألجؤوه إلى قضايا وأمور فيها ظلم وسفك دماء ، فهرب منهم ، وتوفّي في طريقه إلى القنفذة.