القينيّ (١) ، ويتأكّد بما سبق أنّ بني القين أوّل من سكن وادي عمد ، من قضاعة ، وقد ترجم له في «رشيدة الإخوان» ، وصرّح بولادته في حضرموت بوادي قضاعة مسكن بني القين ، وذكر أنّه أصاب دما في قومه فهرب إلى ديار فزارة مستجيرا بمالك بن سعد الفزاريّ .. فأجاره وأكرم مثواه إلى أن توفّي.
وقد ذكرت ما أخرجه صاحب «الأغاني» من خبره مع قيسبة بن كلثوم السّكونيّ في «الأصل».
وفيها الآن شيخ شهم من آل العموديّ ، يقال له : أحمد الأشرم ، تزوّج بمخلّفة السّيّد عيدروس بن حسن بن محمد بن إبراهيم بلفقيه ، وقد جرت لها قصّة ، حاصلها :
أنّ السّيّد عيدروس هذا كان غائبا ، ففقد وانقطع خبره ، ففسخت نكاحها منه ؛ لتعذّر النّفقة فسخا صحيحا ، أمضاه قاضيهم السّيّد العلّامة عبد الله بن محمّد المساوى ، المتوفّى بشقرة ، واقترنت بأحد آل عمر بن جعفر الكثيريّين بقيّة الدّولة البائدة ، ولمّا بنى بها .. هجم عليهم آل شملان وانتزعوها منه عنوة بغير مبرّر شرعيّ ، سوى أنّهم قالوا : إنّ كثيرا من أبنائنا غائبون ولا ينفقون على زوجاتهم ، وبانفتاح هذا الباب ينجم شرّ كبير.
وأنا كثيرا ما أنعى على المتعصّبين من الفقهاء تشدّدهم في منع الفسخ ؛ لأنّ الدّين يسر لا حرج فيه ، ولن يشادّه أحد إلّا غلبه ، وقد جاء في «الغنية» لسيّدي الإمام العارف بالله ، شيخ الشّيوخ ، السّيّد عبد القادر الجيلانيّ أنّ : (للمرأة الفسخ بعد مضيّ ستّة أشهر لغيبة زوجها) وهو قريب من مذهب سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه.
__________________
(١) اسم أبي الطّمحان : حنظلة بن الشّرقي ، أحد بني القين بن جسر بن شيع الله. مولده سنة (٧) من الميلاد النّبويّ ، وأسلم ، وكان كثير الأسفار إلى الحجاز ونجد ، وكان صديقه الزّبير بن عبد المطّلب. كان موصوفا بلطف العشرة وخبث اللّسان ، وكثرة الهجاء ، وغير ذلك. وجنى جناية في أخريات أيّامه ، فهرب إلى ديار فزارة مستجيرا بمالك بن سعد الفزاري ، أحد بني شمخ ، وظلّ عنده حتّى مات سنة (٣٠ ه). «تاريخ الشّعراء» (١ / ٣٧ ـ ٤٠) ، وفيه نماذج لشعره.