الحدّاد آخر عمره في كلّ سنة فيلبسه ويلبس أولاده ، وكانوا كلّهم أئمّة فحولا علماء ، سادة وقتهم ومكانهم.
وفيها يقول الحبيب حسن ابن القطب الحدّاد : كنت أقرأ أنا والسّيّد أحمد بن زين في بعض الكتب ـ وأظنّه «المستطرف» ـ فانتهت بنا القراءة إلى ذكر الممتّع ، وكان الحبيب جعفر أصيبت إحدى عينيه وهو صغير ، ولم ننتبه لحضور جعفر إلّا بعد القراءة ، فحصل معنا الأسف.
توفّي الحبيب جعفر بخلع راشد ، وخلفه ابنه العلّامة الجليل أحمد بن جعفر (١) ، فانتقل إلى خلع راشد ، وكان له اثنا عشر ابنا.
بنو أغرّ من الأقوام شاد لهم |
|
مجد الحياة وأقناهم إلى الأبد (٢) |
يقفون منه خلالا كلّها حسن |
|
إن عدّدت غادرت فضلا على العدد |
فابتنى لهم ديارا في خلع راشد بعددهم ، فتديّروها. كان بناء الدّيار لا يكلّف كثيرا حسبما يعرف ممّا يأتي في حاوي تريم ، عن بناء القطب الحدّاد لأولاده ، ولم يبق من أعقاب الحبيب أحمد بن زين بالحوطة الغربيّة المسمّاة بالبهاء إلّا القليل.
ولمّا مات الإمام أحمد بن جعفر .. خلفه ولده الفاضل محمّد بن أحمد ، المتوفّى بخلع راشد سنة (١٢٥٣ ه) ، وهو الشّيخ الرّابع من مشايخ سيّدي الأستاذ الأبرّ عيدروس بن عمر.
وخلفه ابنه عبد الله بن محمّد بن أحمد ، وكان فقيها نبيها على القيام بمنصبه.
ثمّ نزل عنه لأخيه صالح بن محمّد (٣) ، وكان كاسمه صالحا ، وكان لا يتكلّم إلّا بالعربيّة الفصحى ، ولذلك سبب ، وهو :
أنّه وصل إلى بيت مفتي الشّافعيّة بمكّة السّيّد محمّد بن حسين [الحبشي] أيّام كان
__________________
(١) توفي سنة (١٢٢٠ ه).
(٢) البيتان من البسيط ، وهما للبحتريّ في «ديوانه» (١ / ١٣١). أقناهم : أعطاهم ما يقتنى ـ يجمع ـ فأغناهم.
(٣) توفي سنة (١٣٠٣ ه).