و (٨٠٠٠) ربيّة ، قيمة (٤٠٠٠٠) حبّة رصاص ، وأن يغادر حضرموت وهو دافع ستّة آلاف ربيّة ، وقد سمح له بأن يدفع الباقي ويغادر حضرموت في ضمن ستّة أشهر ، وقد تعهّد أن لا يعمل أيّ اضطرابات أخرى) اه
غير أنّه لم ينفّذ شيء من ذلك ، ولم يظهر له أثر (١).
وبقي الشّيخ عبيد صالح على حاله متملّكا بالغرفة يأمر وينهى ، ويحكم ويرسم ، غير أنّه بدأ في سنة (١٣٦١ ه) يجور على رعاياه ويأخذ حبوب الفلّاحين بثمن بخس ، ينسؤهم (٢) بالثّمن لا إلى غاية محدودة ، ثمّ يردّ عليهم بعضه للاقتيات الضّروريّ بأغلى ممّا أخذه منهم ، فاشتدّ البلاء ، وضجّت الأرض والسّماء ، وأحدث جمركا على الطّريق ، يأخذ من كلّ ما يمرّ بها من البضائع نحو العشور ، واستهان بالدّولة الكثيريّة ، وتخطّم أنوف الشّنافر ، وأبقى عليهم بالعجز عن النّصفة عارا لا يفنى ، كما قال إياس بن الوليد [من البسيط] :
تبقى المعاير بعد القوم باقية |
|
ويذهب المال فيما كان قد ذهبا |
وتعالم النّاس حينئذ بأخبار شنيعة عن جوره بحقّ وبباطل ، فتألّمت من ذلك ، وأنشأت قصيدة فصّلت الأمور فيها ، كان إنشاؤها لخمس من شوّال سنة (١٣٦٣ ه) ، وأنشدتها حينئذ لكثير من رادتي (٣) ، ومنهم : السّلطان عبد الله بن محسن بن غالب ؛ لأنّه كان من محبّيه وتربطه به قرابة دنيا ؛ إذ كانت جدّتاهما أختين ، وتناولته بكثير من المعتبة والمذمّة ، وأقذعت له ، ولكن ذكر لي بعض أعدائه أنّه اطّلع على وصيّته بين أوراقه الّتي أعجلوه عن أخذها يوم جلائه ، وفيها الأمر بردّ كلّ مظلمة إلى صاحبها ، والفضل ما شهدت به الأعداء ، فعدت لبعض ما كنت عليه من ظنّ أمثليّته.
__________________
(١) إن هذه مزاعم تفتقر إلى دليل مادي ، فهي في واقع الأمر محض افتراء استعماري أرادت به بريطانيا إبراز قوتها في المنطقة وإضعاف حركة المقاومة الوطنية في الغرفة. «بحوث المقاومة» (٦٩).
(٢) ينسؤهم : يؤخّرهم.
(٣) أي : الذين يرتادون مجلس المؤلف.