سقاف ، أكبر من عليّ ، إلّا أنّ عليا كان أكثر منه بحثا وقراءة ، ونشأ في ضنك من المعيشة وشدّة شديدة ، وكان إذا جاء إلى الحاوي هو وزوجته .. ينسونهم بلا غداء ، ولكنّ القطب الحدّاد كان يتفقّدهم بنفسه ، ثمّ فتح الله عليه آخر عمره بسيئون ، فكان يكثر من شرب السّمن بالليل فذهب بصره) اه
وقد ترجمه سيّدي عمر بن سقّاف وهو حفيده من بنته بجزء خاصّ.
وكان ـ أعني الحبيب عليا ـ كثير التّنقّل في البلدان (١) ، ولا سيّما حوطة الشّيخة سلطانة بنت عليّ الزّبيديّ ، ثمّ سار إلى الهند وعاد ـ متجرّدا عن الدّنيا كما بدأ ـ إلى سيئون ، ولم يزل يتنقّل في ديار منها حتّى عمّر مكانه الّذي بيثمه ، فكان منهلا للواردين ، ومرجعا للطّالبين ، واستقرّ فيه يقري الضّيفان ، وينشر العرفان حتّى مات بها في سنة (١١٨١ ه) ، وقبر بجانب مسجده في شرقيّه بدون وصيّة منه ، بل قيل له في مرض موته : أين تحبّ أن يكون قبرك؟ فقال : حيثما يريده الله.
وله ذرّيّة صالحون ، من أواخرهم : حفيده المعمّر محمّد بن أحمد بن عليّ بن عبد الله ، توفّي بسيئون في رابع ذي القعدة سنة (١٣٠٧ ه) عن مئة وخمسة عشر ربيعا ، وقد حضرته وقرأت عليه ، وبارك عليّ ودعا لي وألبسني بفضل والدي رضوان الله عليهم.
وقد أدرك اثني عشر عاما من حياة الحبيب أحمد بن حسن الحدّاد وهو قد أدرك خمس سنين من حياة جدّه القطب الحدّاد.
ومن ذرّيّته : الفاضل المحبّ للعلم وأهله ، الوصول للأرحام : أحمد بن جعفر بن أحمد بن عليّ بن عبد الله (٢) ، المتوفّى بسيئون سنة (١٣٢٠ ه) عن عمر
__________________
(١) أخذ عن الإمام الحداد ، وعن الحبيب علي بن عبد الله العيدروس صاحب سورت بالهند ، وهو ممن اختصر كتاب «مجمع الأحباب» للواسطي ، وسمى مختصره : «لب اللباب» ، وهو غير مختصر الحبيب محمد بن زين بن سميط المسمى بنفس الاسم.
(٢) هو الحبيب أحمد بن جعفر بن أحمد بن الحبيب علي .. ولد بسيئون ، وتوفي بها في (٤) صفر سنة (١٣٢٠ ه) ، وهو ثالث ثلاثة إخوة كلهم صالحون أخيار ، والآخران هما : عبد الرحمن توفي بمكة