وكاظمة وأغباب مهرة وسفلى حضرموت والأحقاف وتيه أبين وفلاة الفرسان وحيق بني مجيد) اه [٢٤٠].
وحيق بني مجيد : هو ثغر عدن ، ولعلّه منهم آل ماجد الآتي ذكرهم في تريم ؛ بأمارة أنّ العرب يقولون عن الملّاح الخبير الآتي ذكره معهم : (أحمد باماجد) ، والإفرنج يقولون : (أحمد بن مجيد) .. فالأمر قريب من بعضه ، ويأتي أنّ في تأليفه ما يصرّح بأنّه من عمان. والله عالم.
وفي «القاموس» : (أنّ غبّ القمر موضع ما بين الشّحر وظفار).
وقال الطّيّب بامخرمة : (وغبّ القمر هو المعروف اليوم بعشّة القمر ، وهو موضع خطر ، إذا سقطت إليه السّفن .. قلّ أن تسلم) اه
وقال الهمدانيّ [٢٤٠] : (ورؤوس هذا البحر ـ يعني بحر العرب ـ المتعالمة بالخطر والصّعوبة : الفرتك ، ورأس الجمجمة ، وباب المندب).
ثمّ ذكر غيرها ممّا لا حاجة بنا إليه ، وسيعاد بعض ما هنا قبيل القسم الثّاني ، فلا مؤاخذة.
ورأس الفرتك قريب من حصويل ، والملّاحون يعرفون غبّ القمر ويسمّونه : (غبّة) ؛ لأنّه في البحر لا في البرّ ، وهي قرية قريبة جدّا من ظفار ، وقد مرّ بك قريبا عن الهمداني ما يفيد أن أغباب المهرة هي شواطىء ، مع أنّ الملّاحين لا يعرفونها ؛ إلّا أغبابا بحريّة ، وأذكرها بينهم : غبّة قمر ، ومن المرافىء الّتي تقرب منها : غيضة غبة القمر ، وهيراك غبة قمر ، وفوري غبة قمر ، وخور خلفوت غبة قمر ، ورأس نشطون آخر غبة قمر ، وكلّها واقع بين غيضة ابن بدر وجبل يقال له : رأس الغنطاس ، وهو شرقيّ رأس الفرتك.
ورأيت في «الشّهاب الرّاصد» : (أنّ ضابطا إنكليزيّا نقل بعض النّقوش الّتي في حصن الغراب ، وعرضها على العلماء العارفين ، فإذا فيها : أنّ سميفع أشوى وأولاده نقشوا هذا التّذكار في حصن مريجت ـ غراب ـ لمّا وصلوا أسوارهم ، ومهّدوا دروبهم ، وتحصّنوا فيه ، بعد أن فتحوا اليمن وغلبوا أهلها ، وفتحوا طريق التّجارة في أرض حمير ، وقتلوا ملكها وأقياله (١) الحميريّين.
__________________
(١) أقياله : الملوك الّذين تحت يد الملك الكبير.