ثمّ : الفرط. ثمّ : وادي جرمان (١).
ثمّ : قاهر ، قرية آل عبد الشّيخ ، وهم قبيلة كريمة من آل تميم ، ولكن جرت بينهم في الأخير دويهيّة تصفرّ منها الأنامل ؛ وذلك أنّ ناصر بن سالم أحد آل سلمه أخذ حملين من الحطب لآل الكاف في أيّام فتنة بين آل سلمه وآل تريم ، وكان الجمّال يحمل سكّينا من سالم بن عبود بصفة الخفارة ، فلم يبال بها ناصر بن سالم ، فلم يكن من آل عبد الشّيخ إلّا أن صعدوا الجبل الّذي يطلّ على آل سلمه وأصبحوا يطلقون عليهم الرّصاص حتّى حجز بينهم آل تميم على شرط أن يردّوا الحطب ويدفعوا بندقيّة عربونا في الخفارة ، فسوّيت المسألة ، وانحسم العار في أعرافهم.
وصادف أن وصل السّيّد حسين بن حامد المحضار إلى عينات ، واستدعى آل تميم ، فحضروا ، ولمّا نهض ناصر بن سالم راجعا إلى دمّون .. تبعه سالم بن عبود ، ولمّا فصلا عن عينات .. هتف به سالم وذكّره بصنيعه ، فتساورا للقتال ، ولكن كان سالم أسبق باستعداده بحشو بندقيّته من قبل ، بخلاف ناصر ، فما كان إلّا آمنا مطمئنّا ، فسقط يتشحّط في دمه ، وأراد سالم أن يملأ ماضغيه عند أصحابه الّذين لم يزالوا يلسعونه بقارص الكلام.
ومع غضب السّيّد حسين بن حامد من هذا الصّنيع الّذي يمسّ بشرفه وشرف حكومته ، فلو لا وجوده .. لما انعقد بينهم صلح أبدا ، ولكنّه أجبرهم عليه ـ وفي آل سلمه طواعية وحياء ـ فأطلبوه وبذلك انتفخ سالم بن عبود ، ولكنّها ضربة بناقة وضربة بطعنة.
ففي سنة (١٣٦٢ ه) ورد سالم بن عبود بن عبد الشّيخ هذا إلى قسم ، وبمعيّته السّيّد عبد الله بن إبراهيم بن علويّ السّقّاف الملقّب : بن سحاق ؛ لقبح في منظرته ، وكان ممنوعا من دخول قسم لوحشة بينه وبين المقدّم عبد بن عليّ بن أحمد بن
__________________
(١) وجرمان جبل مذكور ضمن حدود تريم (الأسوار). وهو على طريق الذاهب من تريم إلى عينات وقسم ، وبأعلاه حصن بلغيث الذي ذكره المؤلف آنفا. ولا زال هذا الحصن قائما إلى الآن بجدرانه ، وهو أحد ثغور تريم أيام يافع. «بغية من تمنى» (١٦).