أفخاذا أو فصائل على ما ذكر ، ولكن لا مشاحّة في مثل ذلك ، ولا سيّما مع تطاول الأيّام وكثرة التّوالد. ومهما يكن من الأمر .. فإنّه قريب.
وعندما جاء ذكر أعقاب السّيّد عبد الرّحمن بن علويّ الخوّاص الجفريّ (١) من «شمس الظّهيرة» .. أشار إلى أنّ بعضهم بحجر العوالق ، ومنه يفهم أنّ هناك حجرا ثالثا ، إلّا أنّه خفيّ لا شهرة له.
وقد علمت ممّا سبق عن الطّيّب بامخرمة : أنّ حجر بن دغّار كنديّ النّسب ، ليس من سيبان في رطب ولا عنب.
وفي حجر موضع يقال له : الواد ، زعم بعضهم أنّه المراد من قوله جلّ ذكره : (وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ) وقد يستظهر له بقربه من حصن الغراب ، وبما حواليه من الآثار الموجودة والحجارة المنحوتة ، وإليه يذهب العلّامة أبو بكر ابن شهاب ، بل يقول : إنّ حجرا هذا هو حجر ثمود ، لكنّه مخالف لما في «الصحيحين» [خ ٣٣٧٨ ـ م ٢٩٨٠] من مروره صلّى الله عليه وآله وسلّم به في مسيره إلى تبوك ، ولم يذكر أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم دخل هذا ولا قاربه ، إلّا إن تناءت بالتّعدّد لانتشار الأمّة وضخامتها ، والعرب كثيرا ما تسمّي مهاجراتها بأسماء أوطانها ، وقد وصف الله في (الشّعراء) بلاد ثمود بأنّها في جنّات وعيون وزروع ونخل ، طلعها هضيم ، وإنّ أهلها ينحتون من الجبال بيوتا فرهين (٢). وكلّ ذلك منطبق على حجر. والله أعلم.
وبعقب ما اشترى السّلطان غالب بن عوض القعيطيّ أرض ميفع ـ بالنّيابة عن أبيه ـ اشتدّ طمعه في حجر ، إلّا أنّها تمنّعت عليه بعقبة كأداء (٣) لا طريق لها إلّا منها ، فكلّما أرسل القعيطيّ بجيش .. كمنوا له في مخارمها فأبادوه ـ أو كسروه على الأقلّ ـ حتّى لقد جهّز لهم ثلاثة آلاف مقاتل بزادهم وعتادهم ، فلّما كادوا يتسنمون تلك العقبة ، وأيقنوا بالظّفر .. سيّروا بالكتب إلى السطان غالب بن عوض ، فأمر بإطلاق المدافع ،
__________________
(١) السيد عبد الرحمن هذا ، توفي في مطلع القرن العاشر.
(٢) والآيات المشار إليها في سورة الشعراء هي (١٤٧ ـ ١٤٩).
(٣) كأداء : شاقّة.