.................................................................................................
__________________
الثاني : إضافة القيمة إلى البغل واليوم معا.
الثالث : إضافة المتحصّل من المضاف والمضاف إليه ـ وهو القيمة المتخصصة بالبغل ـ إلى اليوم.
الرابع : كون اليوم ظرفا للقيمة من دون إضافة شيء إليه ، فيكون اليوم منصوبا بالاختصاص سواء أكان البغل منكّرا منوّنا بإضافة القيمة إليه ، كما في نسختي الكافي والوسائل ومرآة العقول ، فإنّ البغل مذكور فيها بالتنكير. فالبغل حينئذ مجرور منوّنا بإضافة القيمة إليه. أم كان البغل معرّفا باللام كما في التهذيب والوافي ، يعني : قيمة البغل المعهود يوم المخالفة. فتدلّ على أنّ المضمون قيمة يوم الغصب ، هذا.
أمّا الوجه الأوّل فلا يصار إليه في المقام ، لأنّ البغل من الذوات غير القابلة للتقييد بالزمان ، لعدم اختلاف الأعيان باختلاف الأزمان ، كما هو شأن التقييدات ، فلا يصلح الزمان لأن يكون قيدا. كما لا يصح تقييد الدار والدّكّان ونحوهما بالزمان ، فلا يقال : «دار أو دكّان أو خان يوم» كما لا يقال : «بغل يوم الغصب ، أو يوم الجمعة» إلّا باعتبار قيمتها التي هي معنى حدثيّ. بخلاف قوله : «وليس قرب قبر حرب قبر» لصحّة كون «حرب» قيدا للقبر.
وأمّا الوجه الثاني ـ وهو إضافة القيمة إلى كلا الأمرين عرضا ـ فهو غير معهود في الاستعمالات ، إذ يتوقف ذلك على لحاظين مستقلّين متباينين ، وذلك في استعمال واحد ممتنع.
مضافا إلى : أنّه على فرض صحّته في نفسه لا يمكن المصير إليه في المقام ، إلّا بناء على تنكير البغل. وأمّا مع تعريفه باللام فلا يصحّ ذلك ، لأنّ البغل لإضافته إلى «يوم» لا بدّ من تجريده عن اللام.
وبالجملة : فإشكال هذا الوجه الثاني ـ مضافا إلى امتناع تعدّد اللحاظين ـ عدم معهوديّته في الاستعمالات الشائعة.