وفي الدفن فروض وسنن :
فالفرض أن يوارى في الأرض مع القدرة.
______________________________________________________
فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه ، واستغفر له ما استطعت » قال : « وكان علي بن الحسين عليهماالسلام إذا دخل القبر قال : اللهم جاف الأرض عن جنبيه ، وصاعد عمله ، ولقّه منك رضوانا » (١).
قوله : وفي الدفن فروض وسنن ، فالفرض أن يوارى في الأرض مع القدرة.
أجمع العلماء كافة على وجوب الدفن ، لأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم به ، وفعله. وقد قطع الأصحاب (٢) وغيرهم (٣) بأن الواجب وضعه في حفيرة تستر عن الإنس ريحه وعن السباع بدنه ، بحيث يعسر نبشها غالبا ، لأن فائدة الدفن إنما تتم بذلك ، وظاهرهم تعيّن الحفيرة فلا يجزي التابوت والأزج (٤) الكائنان على وجه الأرض ، وبه قطع في الذكرى (٥) ، لأنه مخالف لما أمر به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الحفر ، ولأنه عليهالسلام دفن ودفن كذلك ، وهو عمل الصحابة والتابعين.
واحترز بالقدرة عما لو تعذر الحفر لصلابة الأرض أو كثرة الثلج ونحو ذلك ، فإنه يجزي مواراته بحسب الإمكان ، ويجب مراعاة تحصيل الغرض من الدفن بجمع الوصفين إن أمكن وإلا سقط. ولو دفن بالتابوت في الأرض جاز لكنه مكروه إجماعا نقله في
__________________
(١) الكافي ( ٣ : ١٩٤ ـ ١ ) ، التهذيب ( ١ : ٣١٥ ـ ٩١٥ ) ، الوسائل ( ٢ : ٨٤٥ ) أبواب الدفن ب (٢١) ح (١).
(٢) منهم العلامة في القواعد ( ١ : ٢١ ) ، والشهيد الأول في الدروس : (١٣) ، والشهيد الثاني في المسالك ( ١ : ١٤ ).
(٣) منهم الشافعي في الأم ( ١ : ٢٧٦ ) ، وابن حزم في المحلى ( ٥ : ١١٦ ، ١٣٢ ) ، وابنا قدامة في المغني والشرح الكبير ( ٢ : ٣٧٥ ).
(٤) الأزج بالتحريك : ضرب من الأبنية وهو بيت يبنى طولا ، وجمعه : أزآج ، مثل سبب وأسباب. : وأزجّ أيضا ـ مجمع البحرين ( ٢ : ٢٧٥ ).
(٥) الذكرى : (٦٥).