العاشر : الكافر ، وضابطه كل من خرج عن الإسلام أو من انتحله وجحد ما يعلم من الدين ضرورة ، كالخوارج والغلاة.
______________________________________________________
قوله : العاشر : الكافر ، وضابطه من خرج عن الإسلام أو من انتحله وجحد ما يعلم من الدين ضرورة ، كالخوارج والغلاة.
المراد بمن خرج عن الإسلام : من بائنة كاليهود والنصارى. وبمن انتحله وجحد ما يعلم من الدين ضرورة : من انتمى إليه وأظهر التدين به لكن جحد بعض ضرورياته. وقد نقل المصنف ـ رحمهالله ـ في المعتبر (١) وغيره (٢) اتفاق الأصحاب على نجاسة ما عدا اليهود والنصارى من أصناف الكفار ، سواء كان كفرهم أصليا أو ارتدادا.
واحتج عليه في المعتبر بقوله تعالى ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) (٣) والإضمار خلاف الأصل ، والإخبار عن الذات بالمصادر شائع إذا كثرت معانيها في الذات كما يقال : رجل عدل ، وقوله تعالى ( كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) (٤) ثم قال : لا يقال : الرجس : العذاب رجوعا إلى أهل التفسير ، لأنا نقول : حقيقة اللفظ تعطي ما ذكرناه فلا يستند إلى مفسر برأيه ، ولأن الرجس اسم لما يكره ، فهو يقع على موارده بالتواطؤ فيحمل على الجميع ، عملا بالإطلاق (٥).
وفيهما معا نظر : أما الأول فلأن النجس لغة المستقذر ، قال الهروي في تفسير الآية : يقال لكل مستقذر نجس. والمستقذر أعم من النجس بالمعنى المصطلح عليه عند الفقهاء ، والواجب حمل اللفظ على الحقيقة اللغوية عند انتفاء المعنى الشرعي ، وهو غير ثابت هنا ، سلمنا أن المراد بالنجس المعنى المصطلح عليه عند الفقهاء ، لكن اللازم من
__________________
(١) المعتبر ( ١ : ٩٥ ).
(٢) كالعلامة في المنتهى ( ١ : ١٦٨ ).
(٣) التوبة : (٢٨).
(٤) الأنعام : (١٢٥).
(٥) المعتبر ( ١ : ٩٦ ).