ويكره بول البغال والحمير والدواب.
______________________________________________________
قوله : ويكره بول البغال ، والحمير ، والدواب.
اختلف الأصحاب في أبوال البغال ، والحمير ، والدواب ، فذهب الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابي الحديث والمبسوط (١) ، وابن إدريس ـ رحمهالله ـ (٢) وأكثر الأصحاب إلى طهارتها ، وكراهة مباشرتها. وقال الشيخ ـ رحمهالله ـ في النهاية (٣) وأبو علي ابن الجنيد (٤) بنجاستها ، وقواه شيخنا المعاصر سلمه الله تعالى (٥).
احتج الأولون بما رواه الشيخ ، عن المعلى بن خنيس وعبد الله بن أبي يعفور ، قالا : كنا في جنازة وقربنا حمار ، فبال فجاءت الريح ببوله حتى صكّت وجوهنا وثيابنا ، فدخلنا على أبي عبد الله عليهالسلام فأخبرناه ، فقال : « ليس عليكم شيء » (٦).
وما رواه ابن بابويه ـ رحمهالله ـ عن أبي الأغر النخاس : أنه سأل أبا عبد الله عليهالسلام فقال : إني أعالج الدواب ، فربما خرجت بالليل وقد بالت وراثت فتضرب إحداها بيدها أو برجلها فينضح على ثوبي فقال : « لا بأس به » (٧).
وبأن لحومها حلال على كراهية ، فيكون بولها طاهرا ، لما رواه زرارة في الحسن أنهما قالا : « لا تغسل ثوبك من بول شيء يؤكل لحمه » (٨).
__________________
(١) التهذيب ( ١ : ٤٢٢ ) ، والاستبصار ( ١ : ١٧٩ ) ، والمبسوط ( ١ : ٣٦ ).
(٢) السرائر : (٣٦).
(٣) النهاية : (٥١).
(٤) نقله عنه في المختلف : (٥٦).
(٥) مجمع الفائدة ( ١ : ٣٠١ ).
(٦) التهذيب ( ١ : ٤٢٥ ـ ١٣٥١ ) ، وفي الاستبصار ( ١ : ١٨٠ ـ ٦٢٨ ) ، والوسائل ( ٢ : ١٠١١ ) أبواب النجاسات ب (٩) ح (١٤) بتفاوت يسير.
(٧) الفقيه ( ١ : ٤١ ـ ١٦٤ ) ، الوسائل ( ٢ : ١٠٠٩ ) أبواب النجاسات ب (٩) ح (٢).
(٨) الكافي ( ٣ : ٥٧ ـ ١ ) ، التهذيب ( ١ : ٢٦٤ ـ ٧٦٩ ) ، الوسائل ( ٢ : ١٠١٠ ) أبواب النجاسات ب (٩) ح (٤).