وتوضع اليد على القبر ، ويترحم على الميت ، ويلقنه الولي بعد انصراف الناس بأرفع صوته ،
______________________________________________________
الجانب الآخر ، ثم يرش على وسط القبر فذلك السنة » (١) ولا يخفى قصور العبارة عن تأدية هذا المعنى.
قوله : وتوضع اليد على القبر ، ويترحم على الميت.
يدل على ذلك روايات ، منها ما رواه محمد بن مسلم ، قال : كنت مع أبي جعفر عليهالسلام في جنازة رجل من أصحابنا فلمّا دفنوه قام عليهالسلام إلى قبره فحثا عليه مما يلي رأسه ثلاثا بكفه ، ثم بسط كفّه على القبر ، ثم قال : « اللهم جاف الأرض عن جنبيه ، واصعد إليك روحه ، ولقّه منك رضوانا ، واسكن قبره من رحمتك ما تغنيه به عن رحمة من سواك » ثم مضى (٢).
قوله : ويلقنه الولي بعد انصراف الناس بأرفع صوته.
هذا هو التلقين الثالث ، قال في المعتبر : واستحبابه مذهب علمائنا أجمع ، وأنكر ذلك من سواهم من الفقهاء الأربعة (٣).
ويدل على ذلك أخبار كثيرة ، منها : ما رواه جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : « ما على أحدكم إذا دفن ميّته وسوى عليه وانصرف عن قبره أن يتخلّف عند قبره ثم يقول : يا فلان ابن فلان أنت على العهد الذي عهدناك به من شهادة أنّ لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ عليّا أمير المؤمنين عليهالسلام إمامك وفلان حتى يأتي على آخرهم ، فإنه إذا فعل ذلك قال أحد الملكين
__________________
(١) التهذيب ( ١ : ٣٢٠ ـ ٩٣١ ) ، الوسائل ( ٢ : ٨٥٩ ) أبواب الدفن ب (٣٢) ح (١).
(٢) الكافي ( ٣ : ١٩٨ ـ ٣ ) ، التهذيب ( ١ : ٣١٩ ـ ٩٢٧ ) ، الوسائل ( ٢ : ٨٥٥ ) أبواب الدفن ب (٢٩) ح (٣).
(٣) المعتبر ( ١ : ٣٠٣ ).