والتعزية مستحبة ، وهي جائزة قبل الدفن وبعده ، ويكفي أن يراه صاحبها
______________________________________________________
لصاحبه : قد كفينا الوصول إليه ومسألتنا إياه فإنه قد لقّن ، فينصرفان عنه ولا يدخلان إليه » (١).
ولم يتعرض المصنف لكيفية وقوف الملقّن ، وقال ابن إدريس : إنه يستقبل القبلة والقبر (٢). وقال أبو الصلاح ، وابن البراج ، والشيخ يحيى بن سعيد : يستدبر القبلة ، والقبر أمامه (٣). والكل حسن إنّ شاء الله ، لإطلاق الروايات المتناولة لذلك ولغيره.
قوله : والتعزية مستحبة ، وهي جائزة قبل الدفن وبعده.
التعزية تفعلة من العزاء وهو الصبر ، والمراد به : طلب التسلي عن المصاب بإسناد الأمر إلى الله تعالى ، ونسبته إلى عدله وحكمته ، وذكر ما أوعد الله على الصبر ، مع الدعاء للميت. وأقلّها أن يراه صاحب المصيبة. وقد أجمع العلماء كافة على استحبابها ، وثوابها عظيم ، فعن الصادق عليهالسلام أنه قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من عزّى حزينا كسي في الموقف حلة يحبى بها » (٤) وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : « من عزّى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر المصاب شيء » (٥).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « من عزّى الثكلى أظلّه الله في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظلّه » (٦).
__________________
(١) التهذيب ( ١ : ٤٥٩ ـ ١٤٩٦ ) ، الوسائل ( ٢ : ٨٦٣ ) أبواب الدفن ب (٣٥) ح (٢).
(٢) السرائر : (٣٣).
(٣) أبو الصلاح في الكافي في الفقه : (٢٣٩) ، وابن البراج في المهذب ( ١ : ٦٤ ) ، ويحيى بن سعيد في الجامع للشرائع : (٥٥).
(٤) الكافي ( ٣ : ٢٢٦ ـ ٢ ) ، ثواب الأعمال : ( ٢٣٥ ـ ٢ ) بتفاوت يسير ، الوسائل ( ٢ : ٨٧٢ ) أبواب الدفن ب (٤٦) ح (٤).
(٥) الكافي ( ٣ : ٢٠٥ ، ٢٢٧ ـ ٢ ، ٤ ) ، قرب الاسناد : (٧٢) ، ثواب الأعمال : ( ٢٣٦ ـ ٣ ) ، الوسائل ( ٢ : ٨٧١ ) أبواب الدفن ب (٤٦) ح (٢).
(٦) الكافي ( ٣ : ٢٢٧ ـ ٣ ) ، الوسائل ( ٢ : ٨٧٢ ) أبواب الدفن ب (٤٦) ح (٥).