ويعلم المؤمنون بموت المؤمن. وأن يقول المشاهد للجنازة : الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم.
______________________________________________________
قوله : وأن يقول المشاهد للجنازة : الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم.
المستند في ذلك ما رواه أبو حمزة ، قال : كان عليّ بن الحسين عليهماالسلام إذا رأى جنازة قد أقبلت قال : « الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم » (١) وقد روي ذلك أيضا من فعل الباقر عليهالسلام (٢). والسواد : الشخص ، والمخترم : المستأصل أو الهالك.
ولا ينافي هذا حبّ لقاء الله ، لأنه غير مقيد بوقت فيحمل على حال الاحتضار ، لما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : « من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه » فقيل له صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنا لنكره الموت؟ فقال : « ليس ذلك ، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشّر برضوان الله تعالى وكرامته ، فليس شيء أحب إليه مما أمامه ، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وأنّ الكافر إذا حضره الموت بشّر بعذاب الله ، فليس شيء أكره إليه مما أمامه ، كره لقاء الله فكره الله لقاءه » (٣).
وبقية عمر المؤمن نفيسة لا ثمن لها ، كما ورد في الخبر عن أمير المؤمنين عليهالسلام.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يتمنّ أحدكم الموت ، ولا يدع به من قبل أن
__________________
(١) الكافي ( ٣ : ١٦٧ ـ ١ ) ، الفقيه ( ١ : ١١٣ ـ ٥٢٥ ) ، التهذيب ( ١ : ٤٥٢ ـ ١٤٧٢ ) ، الوسائل ( ٢ : ٨٣٠ ) أبواب الدفن ب (٩) ح (١).
(٢) الكافي ( ٣ : ١٦٧ ـ ٢ ) ، الوسائل ( ٢ : ٨٣١ ) أبواب الدفن ب (٩) ح (٣).
(٣) سنن النسائي ( ٤ : ٩ ).