باشا ، ثم بعد ثلاثة أيام أمر السلطان سليم بعزل الاثنين ، ثم سار قاصدا عسكر مصر ، فلما وصل إلى مدينة زملطي أقام ينتظر الأخبار فلم يأته أحد فأمر السلطان سليم بإرسال قاض إلى الغوري وكان اسم القاضي زيرك زاده وكان أعرج.
وصول القاضي زيرك زاده والأمير قراجا باشا
إلى حلب رسولين من السلطان سليم خان
إلى السلطان قانصوه الغوري
قال ابن إياس : وفي حال دخول السلطان الغوري إلى حلب حضر قصاد سليم شاه ابن عثمان ملك الروم فقيل إنه أرسل إليه قاضي عسكره وهو شخص يقال له ركن الدين وأحد أمرائه يقال له قراجا باشا وصحبتهم سبعمائة عليقة فنزلوا بمدينة حلب. وبلغني من الكتب الواردة بالأخبار أن السلطان لما حضر بين يديه قاضي ابن عثمان وقراجا باشا شرع يعتبهم على أفعال ابن عثمان وما يبلغه عنه وما جرى منه في حقه وأخذه لبلاد علي دولات ، فقال له القاضي وقراجا باشا : نحن فوض لنا أستاذنا أمر الصلح وقال كل ما اختاره السلطان افعلوه ولا تشاوروني ، وكل هذا حيل وخداع حتى تبطل همة السلطان عن القتال وينثني عزمه عن ذلك ، وقد ظهر مصداق ذلك فيما بعد. ثم إن قاضي ابن عثمان أحضر فتاوي من علماء بلاد الروم وقد أفتوا بقتل شاه إسماعيل الصوفي وأن قتله جائز في الشرع ، وأرسل يقول في كتابه للسلطان : أنت والدي وأسألك الدعاء ولكن لا تدخل بيني وبين الصوفي. ومن جملة مخادعة السلطان ابن عثمان للسلطان الغوري أنه أرسل يطلب منه سكرا وحلوى فأرسل له الغوري مائة قنطار سكر وحلوى في علب كبار ، وهذه حيلة منه ، وأرسل يقول في كتابه : إني لا أحول عن إسماعيل شاه أبدا حتى أقطع أثره من وجه الأرض فلا تدخل بيننا فيما يكون من أمر الصلح ، وأظهر أنه قاصد نحو الصوفي ليحاربه والأمر بخلاف ذلك في الباطن ، وذكروا له أنه على قيسارية يقصد التوجه على الصوفي. ثم إن السلطان خلع على قصاد ابن عثمان الخلع السنية.
وقيل إن السلطان ابن عثمان أرسل إلى السلطان الغوري تقدمة حافلة وللخليفة وأمير كبير سودون العجمي فكان ما أرسله ابن عثمان من التقدمة أربعين مملوكا وأبدان سمور وأثواب مخمل وأثواب صوف وأثواب بعلبكية وغير ذلك ، وكان ما أرسله إلى الخليفة بدنين سمور