كالعيان. وكان الجلبان ثلاثة عشر ألف مملوك كلهم مشترى الغوري ولا واحد منهم إلا ويعرف سائر أنواع الحرب والفروسية فإنه كان مجتهدا في تعليم الجلبان ، وكان قصده أن ينشىء له عسكرا من مماليكه الذين يشتريهم ويقطع القرانصة وهم مماليك الملوك الذين قبله ، وكان يحسب حسابهم خوفا من أن يمكروا به كما فعلوا بمن قبله ، وكان آخذا حذره ولكن الحذر لا ينفع من القدر.
قال المحلي : لما أمر الغوري بالخروج إلى الحرب خرج جميع العسكر وأدعوا جميع أموالهم عند أهل حلب بعد أن كدروا عليهم غاية التكدير وآذوهم غاية الأذى ، فلما خرجوا من عندهم دعا عليهم الكبير والصغير والغني والفقير لما حصل لهم من الضرر منهم.
خروج عسكر السلطان الغوري من حلب إلى حيلان
قال ابن إياس : ثم إن السلطان أنعم على الأمير عبد الرزاق وولاه على إقليم أولاد دلغادر ، فخرج من حلب وصحبته ملك الأمراء خاير بك في موكب حافل ، فخرج نائب حلب وأمراؤها وعساكرها ونزلوا عن حلب بيوم وصحبتهم من المشاة خمسة آلاف ماش.
ثم خرج بعدهم ملك الأمراء سيباي نائب الشام وتمراز نائب طرابلس وطراباي نائب صفد ونائب حمص ونائب غزة فخرجوا من حلب يوم السابع عشر من شهر رجب وقد أشيع أن ابن عثمان ماش من جهة وابن سوار ماش من جهة. ثم خرج السلطان من ميدان حلب يوم الثلاثاء في العشرين من رجب بعد أن صلى الظهر وصحبته أمير المؤمنين المتوكل على الله والقضاة الأربعة ، وكان قد تقدمه نائب الشام ونائب حلب وجماعة من النواب فخرجوا بأطلاب حربية وطبول وزمور ونفوط حتى رجت لهم حلب ، فلما خرج السلطان من حلب توجه إلى حيلان فبات فيها.