قال : وفيها قدم القاضي محب الدين بن الشحنة إلى القاهرة من غير طلب فأراد السلطان أن يرده إلى حلب فوعد بمال فأذن له بالدخول إلى مصر فدخل على كره من الجمالي يوسف ناظر الخاص. (ثم قال) : وقرر القاضي محب الدين بن الشحنة باستمراره في قضاء حلب. (قال) : وفيها خلع السلطان على محب الدين بن الشحنة وقرره في كتابة السر بمصر وصرف عنها محب الدين بن الأشقر ، وهذه أول عظمة ابن الشحنة بمصر ، وكان قرر في قضاء الحنفية بحلب فتكاسل عن التوجه إلى حلب وسعى في كتابة السر حتى قرر بها.
وفيها توفي القاضي ضياء الدين بن النفيسي الشافعي الحلبي كاتب السر بحلب ، وكان من أعيان الناس الرؤساء بحلب.
وفي هذه السنة استولى السلطان محمد الفاتح رحمهالله على القسطنطنية واتخذها دار ملكه ، وقد بسط كيفية ذلك غير واحد من المؤرخين.
سنة ٨٥٨
قال ابن إياس : فيها قرر في نيابة حلب أقبردي الظاهري الساقي عوضا عن قاني باي الحمزاوي ، ثم وصل إلى مصر قاصد قاني باي وعلى يده تقدمة حافلة إلى السلطان ، وكان قد أشيع عنه العصيان والمخامرة فبطل ما قرر وبقي قاني بك في النيابة.
سنة ٨٥٩
ذكر تولية حلب للأمير جانم الأشرفي
قال ابن إياس : في هذه السنة جاءت الأخبار بموت جلبان نائب الشام [الذي كان نائب حلب] فعين السلطان نيابة الشام إلى قاني بك الحمزاوي نائب حلب ، وخلع السلطان على جانم الأشرفي وقرره في نيابة حلب عوضا عن قاني بك الحمزاوي.
قال أبو ذر : كان خروج الحمزاوي من حلب في مستهل ربيع الآخر.