أسعار القوت ذلك الحين في حلب
قال ابن إياس : ورد كتاب من أمير المؤمنين إلى والده أمير المؤمنين يعقوب فيه أخبار ما كان من الحوادث وذكر فيه عن أمر الأسعار في حلب فقال : الشعير كل إردب بسبعة وعشرين نصفا والخبز كل رطل بثلاثة دراهم والجبن بنصفين الرطل واللحم بتسعة دراهم كل رطل مصري والدبس بنصف فضة الرطل المصري ، وتناهى سعر القمح إلى أشرفيين كل إردب والكرسنة عليق الجمال بمائة وأربعة وعشرين درهما الإردب.
إنعام السلطان الغوري وهو بحلب
على أمرائه وجيوشه بالرتب والدنانير
وتحليفه لأمرائه الأيمان على عدم الخيانة
قال ابن إياس : ومن الحوادث التي وقعت من السلطان بحلب أنه أنعم على قانصوه نائب حلب بتقدمة ألف وعلى يوسف الناصري شاد الشرابخانة الذي كان نائب حماة وعلى طراباي نائب صفد وعلى تمراز نائب طرابلس ، ومنها أنه أنفق على أولاد الناس الذين توجهوا صحبته بلا نفقة لكل واحد منهم ثلاثون دينارا ، وكان رسم لهم قبل ذلك لكل واحد بخمسين دينارا فعارض في ذلك كاتب المماليك وجعلها ثلاثين دينارا ، وصرف للعسكر ثمن اللحم عن ثلاثة شهور. ثم إن السلطان فرق على مماليكه الجلبان من حواصل قلعة حلب عدة سلاح لم يعبر عنها وفرق عليهم خيولا مالها عدد ، وصار ينعم عليهم بالعطايا الجزيلة من مال وخيول خاص وسلاح بطول الطريق ولم يعط المماليك القرانصة شيئا ، فعز ذلك عليهم في الباطن.
ثم إن السلطان قرأ ختمة في الميدان الكبير بحلب يوم الخميس مع ليلة الجمعة وحضر أمير المؤمنين المتوكل على الله والقضاة الأربعة ومشايخ الزوايا وصلى أمير المؤمنين بالسلطان في الخيمة صلاة العصر وصلاة المغرب ، وأنعم السلطان في ذلك اليوم بأربعمائة دينار ومائة رأس غنم ، وأنعم على قاضي القضاة الشافعي بسبعين دينارا وعلى نوابه ومن معه من العلماء بسبعين دينارا والقاضي الحنفي كذلك ، وأنعم على القاضي المالكي بخمسين