المؤيد الديار المصرية في غيبة الملك الناصر فرج بالبلاد الشامية وحاصر قلعة الجبل بمن معه من الأمراء ، ثم انكسر المؤيد وأصحابه وانهزموا إلى جهة باب القرافة تقنطر المؤيد عن فرسه فلحقه جلبان هذا بالجنيب فعرفها له المؤيد لما تسلطن ورقاه حتى جعله أمير طبلخاناه وأمير أخور ثاني ثم مقدم ألف بالديار المصرية ، ثم نقله إلى نيابة حماة في شعبان سنة ست وعشرين وثمانمائة عوضا من الأمير جارقطلو بحكم انتقاله إلى نيابة حلب ، ثم نقل منها إلى نيابة طرابلس في سنة سبع وثلاثين ، ثم نقله الملك الظاهر جقمق إلى نيابة حلب في شوال سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بعد عصيان تغري برمش نائب حلب فدام في نيابة حلب إلى أن نقل إلى نيابة الشام في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وحمل إليه التقليد والتشريف على يد الأمير دولة باي المحمودي المؤيدي ، وهو منذ ولي نيابة حماة إلى يومنا هذا أعني من سنة ست وعشرين ينتقل من نيابة إلى أخرى لم يعزل فيها عن عمل إلا عندما ينقل إلى عمل أعلى منه ، وهذا أيضا لم نعلمه وقع لأحد من أهل الدولة الكثير مع أنه لا فارس الخيل ولا وجه العرب وإن كان يعرف فنون الملاعيب وركوب الخيل ، لكنه لم يشهر بشجاعة ولا إقدام غير أنه عارف بالسياسة وجمع المال وإنفاقه إلى ذخائر الملوك ولذلك طالت أيامه اه ملخصا.
سنة ٨٤٧
قال أبو ذر : في شهر ذي الحجة ورد المرسوم الشريف من الظاهر جقمق إلى أبي الفضل بن الشحنة وهو كاتب السر والقاضي الحنفي وناظر الجوالي بحلب أن يصرف لنائب سيس مبلغ ألفي دينار ليبني بسيس جامعا من مال الجوالي ، فأعطاه ذلك وبنى بسيس جامعا لطيفا.
سنة ٨٤٩
عزل قاني بك الحمزاوي وتوليه حلب لقاني بك البهلوان
قال في تحف الأنباء : وفي سنة تسع وأربعين وثمانمائة قدم قاني بك الحمزاوي إلى مصر معزولا من نيابة حلب وكان أشيع عنه المخامرة والعصيان وقرر في نيابتها تغري بردي الجركسي اه.
أقول : هذا سهو منه ، والذي تعين بعده في هذه السنة قاني بك البهلوان كما سيأتيك في ترجمته.