ولكن عند إعادة المشروطية العثمانية تنفذ الحكم المذكور الواجب التنفيذ وسلم الخان المذكور لدائرة الأوقاف وأخيرا لما راجعت الورثة وصدر قرار فخامة المفوض السامي بهذا الخصوص عرضت ملاحظاتي في الكتابين الآنفي العرض ، وحيث إلى الآن لم أتلق أمرا على هذه الملاحظات فلا يمكنني أن أجيب ذوي العلاقة بشيء أه. في ١٤ ايلول سنة ١٩٢٤.
هذا ما وصلت إليه قضية هذا الخان بسطناها بقدر الإمكان لأهميتها ولتوجه الأنظار للوقوف على حقيقتها وسيرها. واعتقادنا أن دائرة الأوقاف ستهتم كذلك بشأنها وتوجه عنايتها التامة إليها ولنا واسع الأمل أن دولة الانتداب الإفرنسي تصغي لنداء الحق وتجيب إليه فتعيد هذا الخان لدائرة الأوقاف على الطريقة التي ارتآها سعادة حاكم حلب ويكون ذلك برهانا ناصعا على حبها للعدالة ومحافظتها الحق لأربابه ورغبتها الصميمية في كل ما يعود على هذه البلاد بالخير والنجاح.
الكلام على المدرسة الخسروية
أقول : موقع هذه المدرسة في منتهى المحلة المعروفة بالسفاحية وفي شرقيها المدرسة السلطانية الواقعة تجاه باب القلعة بينهما طريق واسعة ، وقبليها الزاوية المعروفة بزاوية الشيخ تراب ، وقد وقف عليها الواقف خسرو باشا ومصطفى باشا ابن سنان باشا أخي الواقف أوقافا هائلة تبلغ نحو ٣٠٠ عقار يطول الشرح لو ذكرناها وذكرنا شرط وقفها ، ومعظم الأماكن المجاورة لها هي وقف عليها ، ولها أوقاف في مدينة عينتاب ودمشق ، ذلك غير القرى والمزارع التي هي حول حلب ، وقد استولت أيدي المتغلبين على هذه الأوقاف الكثيرة ومزقتها كل ممزق ولم يبق منها الآن سوى الخان المتقدم الذكر والحمام المعروفة بحمام النحاسين وكانت تعرف قديما بحمام الست والقاسارية الكائنة أمام الحمام المعروفة بحمام البيلوني ، وقد كان بعضها خربا وبعضها مشرفا على الخراب فجددها مدير الأوقاف الحالي السيد يحيى الكيالي وجعلها خانا ذا طابقين على جانبي بابه الواسع أربع حوانيت واسعة وأخرج عشرة دكاكين وخانا صغيرا من أصل الخان العظيم السالف الذكر وذلك سنة ١٣٤١.
وقد شرط الواقف رحمهالله أن يكون المدرس بها حنفي المذهب ، وأول من درس بها العلامة تاج الدين إبراهيم الصونوي ثم مفتي حلب العلامة نصوح أفندي ابن يوسف الأرنؤوطي المتوفى سنة ٩٨١ ، ثم تعاقب عليها المدرسون فكان ممن تولى التدريس بها العلامة