صاحب الترجمة من حلب غرة ذي القعدة إلى مقر حكومته الرها ، وكان صاحب الترجمة قبل أن يتولى كلز أمير الأمراء بالرها وهي أول مناصبه.
وكان في أيامه بحلب الغلاء المفرط إلى أن بيع المكوك الحلبي من الحنطة بمائتي قرش وحصل للناس الكرب العظيم. وفي زمنه صلبت المرأة الفاحشة فاطمة الشهيرة بعزة قاش لأمور يطول شرحها. وفي زمنه نفي جناب السيد محمد أفندي نقيب الطالبيين بحلب الشهير بجلبي أفندي ابن المولى السيد أحمد أفندي طه زاده إلى بروسة بشكاية أحد أهالي حلب ، وخرج المذكور من حلب ثاني عشر شعبان سنة ثمانين ومائة وألف كما هو مشروح في ترجمته (لم أرها فيه).
وصاحب الترجمة كان في حجر عبد الله باشا أمير عشير أكراد الخانة من أعمال شهر زور ثم انتقل إلى أحمد باشا الوزير والي بغداد ، وبعد حصار بغداد خرج فارّا مع آغوات المشار إليه لما بلغهم عود طهماس إلى محاصرة بغداد مرة ثانية ، وكان بها الوزير أحمد باشا الشهير بابن الجمال الرهاوي فاستخلصه لنفسه وبقي في خدمته إلى أن توفي المشار إليه بمرج دابق ، وكان صاحب الترجمة ديونداره وأحسن عشرته مع الناس ، فرجع بعد مدة إلى الرها وصاهر بني الجمال وصار كتخداي الجاويشية بها. ثم في زمن الوزير الصدر الشهير راغب محمد باشا استدعي صاحب الترجمة إلى أبواب السلطنة فأنعم بسلحشورية خاص واستقام في الخدمة برهة وعاد إلى الرها واستقام إلى أن صار طاعون سنة خمس وسبعين ومائة وألف توفي مطعونا واليها الوزير سعد الدين باشا عظم زاده ووليها الوزير مصطفى باشا شاه سوار زاده ، وبعد وصوله إليها بأيام قلائل توفي الوزير أيضا مطعونا ، فلما بلغ الدولة العلية ذلك أحسنوا للمترجم برتبة أمير الأمراء ومنصب أورفة (ومنها لحلب) ومنها عيّن إلى ملاطية ، وبعد رجوعه في عام إحدى وثمانين أعطوه منصب مصر ذهب برا ورجع برا ، ثم أعطي منصب الرقة ثالثا وعيّن للسفر سائق العسكر ، وبعد وصوله للأوردي جعلوه سر عسكر قلاص وذلك سنة ١١٨٤ ، ويظهر أنه توفي هناك في هذه السنة ولا عقب له.
سنة ١١٨٠
ذكر تولية حلب لعلي باشا الكور
قال المرادي في ترجمته : هو علي باشا الوزير ابن كور أحمد باشا الوزير ، دخل واليا تاسع عشر ذي القعدة سنة ثمانين ومائة وألف ، وفي الرابع عشر من ذي الحجة من السنة