سنة ١٠٤٢
ذكر الطاعون في هذه السنة
في هذه السنة صار طاعون في حلب صار الغاسلون لا يتفرغون للغسل ، وكذلك الحمالون والحفارون ، وبلغ أجرة الحمل دينارا ويحمل الميت أهله وجيرانه ومعارفه ، وكان الإنسان إذا خرج من بيته لا يرى سوى الجنائز على عرض الطريق ما عدا من وضعوا للصلاة عليهم وما عدا من يجهزون وما عدا المرضى ، وكان يخرج من باب واحد من أبواب البلد أثناء شدته ألف جنازة وأزيد ، وخرج في يوم واحد ألف وثمانمائة جنازة اه. من رسالة في كراستين بقلم السيد عبد الله بن قاسم الفنصاوي الحلبي المتوفى أواسط القرن الثاني عشر. قال في الكراسة الأولى : الباب الأول في الطاعون وفيه سبعة أبحاث ذكرها ، ثم قال : السابع فيما وقع منه في البلاد والآفاق.
وقال في الكراسة الثانية : الباب الثاني في الغلاء والرسالة لا أول لها ولا آخر وهي بخطه.
الكلام على الرخام المفروش في صحن الجامع الأموي
قال في كنوز الذهب : وأما الرخام المفروش في وسط صحنه فالأصفر منه قطع من معدن بعادين خارج حلب من شماليها ، وبعادين والعافية من منتزهات حلب ، وقد خرج إلى بعادين والعافية البليغ المعري المذكور في وقائع الفرنج في نصر ابن صالح مع أقوام من أهل حلب فتعب فأنشد :
يا فرجة ما مر بي مثلها |
|
عدمت فيها العيشة الراضية |
زرت بعادين ولكنني |
|
عدمت في العافية العافيه |
وهذا المعدن لا يوجد إلا في حلب ومنه ينقل إلى سائر البلاد كدمشق والقاهرة ، وأما الحجر الأسود فإنه قطع من الأحصّ من معدن هناك وهو غاية في حسن التركيب والجودة والأشكال المختلفة ، والشكل الذي قدام باب الجامع الشرقي إلى نحو القبلة هو صفة مدينة النحاس (هكذا قال) فإذا دخلت من باب من أبوابه لا يمكنك أن ترجع إليه في غير الطريق الذي دخلت منه ، وهذا الرخام الموجود في سنة أربع وسبعين وثمانمائة الذي