وقال في هامش الجزء الثاني من المرادي : كان نقش خاتم محمد راغب باشا هذا البيت :
بمحمد يرجو الأمان محمد |
|
مما يخاف وفي نوالك راغب |
وله ترجمة على ظهر كتابه «سفينة العلوم» المطبوع في مصر ، ومما قاله هناك : توجد مؤلفاته في مكتبته بالقسطنطينية تعرف باسمه وفيها مدرسة للعلوم ومطبخ للفقراء ، وله تربة جميلة تعرف باسمه بقرب المدرسة تستحق النظر إليها ومشاهدتها ، وكان من أحسن رجال زمانه ، وله البراعة الكاملة في حسن التدبير وسياسة الأحكام ، وكان في انعقاد شروط الصلح في بلغار الذي تم سنة ١٧٣٩ م ، ثم بعد ذلك أرسل واليا على مصر ثم على آيدين ثم على حلب ، وفي جميع مناصبه أظهر كل حكمة وعدالة في السياسة بين الرعايا على مشرب الدولة العلية ، وقد اتضح حسن تدبيره في قتل المماليك في مصر عندما أرسل من طرف الدولة وخلص تلك العباد من تسلط أولئك العصاة الذين كانوا أبقوا شوكتهم يزعجون الباب العالي فأنعم عليه بعطايا جزيلة لأنه أراح منهم الدولة والأهالي. ولما جلس السلطان مصطفى على كرسي السلطنة العثمانية أبقى الصدر المشار إليه فسلمه الأحكام وزوّجه أخته ، وأخذ يجتهد في تقوية العساكر والمتجر والزراعة ونشر العلوم ، وزاد في عمارة السفن الحربية وعوض الخسارات وكثر الأموال في الخزينة ، وكان يميل إلى الحرب ويشوق السلطان إلى ذلك ليأخذ لقب الغازي لكن عاجله الموت فتأسفت عليه رجال الدولة رحمهالله رحمة واسعة.
سنة ١١٧٠
كان الوالي فيها جته لي زاده عبدي باشا كما في السالنامة. والذي يظهر أنه عبد الله باشا الفراري وهذه ولايته للمرة الثانية ، وتولى ثالثا سنة ١١٧٣ ، وتأتي ترجمته ثمة ، ثم تولى بعده في هذه السنة علي باشا كما في السالنامة ، ويظهر أن مدته لم تطل سوى أشهر قلائل.
تولية حلب لأسعد باشا العظم
في هذه السنة ولي حلب أسعد باشا العظم. قال ابن ميرو في تاريخه : هو أسعد الوزير الشهير ابن إسماعيل الوزير الشهير بابن العظم ، مولده بمعرة النعمان سنة سبع عشرة ومائة وألف ، صار ، متسلما لوالده بالمعرة وحماة وامتحن مع والده وأفرج عنه حين أفرج عن