لمصر وأنعم عليه برتبة الوزارة وبقي فيها خمس سنين ، وفي سنة ١١٦١ عيّن محصلا لآيدين ، وفي سنة ١١٦٤ عيّن واليا للرقة (١) ، وفي سنة ١١٦٨ عيّن واليا لحلب ، وفي سنة ١١٧٠ صار أمير الحاج ووالي الشام ، وقبل وصوله إليها استدعي إلى الآستانة وولي منصب الصدارة العظمى وبقي فيه ست سنوات وثلاثة أشهر ونصف على عهد سلطنة السلطان عثمان الثالث وعهد السلطان مصطفى الثالث وقام بأمور هذا المنصب قياما حسنا وأمضيت هذه المدة خالية من الحروب. وتزوج بصالحة سلطان أخت السلطان مصطفى فحاز شرف المصاهرة بالعائلة السلطانية ، وفي سنة ١١٧٦ في رمضان توفي إلى رحمة الله ودفن في محلة قوسقة في جوار مكتبته التي أنشأها هناك.
وكان وزيرا عالما عادلا يعرف الألسنة الثلاثة (التركية والعربية والفارسية) وكان شاعرا ومنشئا في هذه الألسنة وله من المؤلفات سفينة العلوم (٢) أودع فيها أنواعا من العلوم والفنون ، وقد طبع في أوربا ، وفي زمن صدارته كانت حضرته مجمعا للعلماء والأدباء ، وكان حسن المعاشرة يميل للممازحة وله مع شعراء عصره مطارحات ومساجلات مدونة وبالأخص مع الشاعرة الشهيرة فطنت خانم (صاحبة الديوان) وجمع شعره في ديوان ، وجمع في مكتبته نوادر الكتب وجعل في بنايتها مكتبا وسبيلا ، وله في نواحي حلب والأناضول آثار حسنة من بناء الجسور وغيرها وقد تضمن شعره ضروبا من الأمثال والحكم ، ومن نظمه في التركية :
(١) كمالكدن خبر ويركيمسه سندن احتشام آلماز.
(٢) مظفر وقت فرصتده عدودن انتقام آلماز
(٣) كوريكندن كيمسه لر عالمده مهجور أولمسون
(٤) بولمسون يا رب تعين ناسزالردن بري
اه ما في قاموس الأعلام.
__________________
(١) يستفاد منه أن الرقة في هذا الحين كانت واسعة العمران ذات شأن عظيم.
(٢) مطبوع في مصر في مطبعة بولاق سنة ١٢٨٢
(١) أخبرنا عن كمالك فلا أحد يغبطك عليه.
(٢) الظافر لا ينتقم من عدوه وقت الفرصة
(٣) أرجو أن لا يكون أحد محروما مما رأيته.
(٤) يا رب لا تسد منصبا لمن لا يستحقه.