وفي جمادى الأولى وصل القاضي شمس الدين بن أجا قاضي العسكر وكان قد توجه قاصدا إلى حسن الطويل فأخبر بأن الطاعون قد هجم في بلاده ومات من عسكره ما لا يحصى وقد تلاشى أمره فسر السلطان بهذا الخبر.
وفيه قدمت إلى القاهرة زوجة حسن الطويل أم ولده محمد أغرلو تستجير لولدها محمد بالسلطان بأن يشفع له عند أبيه ويصلح بينهما ، فأكرمها السلطان وأنزلها بدور الحريم
وفي جمادى الآخرة جاءت الأخبار من بلاد الشرق بوقوع فتنة بين شاه بضاع ابن دلغادر صاحب الأبلستين وبين ابن قرمان ووقع بينهما مقتلة عظيمة. ووقع أيضا بين حسن الطويل وبين أخيه أويس وبعث إليه طائفة من عسكره بالرها فحاربوا أويسا وقتلوه ومن معه من العسكر.
سنة ٨٨١
ذكر توجه قانصوه اليحياوي نائب حلب
إلى مصر وعوده إلى النيابة
قال ابن إياس : في جمادى الأولى في هذه السنة حضر إلى الأبواب الشريفة قانصوه اليحياوي نائب حلب ، وكان قد أشيع عنه أنه قد خرج عن الطاعة ، فلما حضر خلع عليه السلطان باستمراره وبطلت تلك الإشاعة ، وكان القائم في أمر مساعدته الأتابكي أزبك أمير كبير.
سنة ٨٨٢
ذكر مجيء السلطان قايتباي إلى حلب
وعوده إلى مصر
قال ابن إياس : في جمادى الأولى خرج السلطان على حين غفلة من العسكر وتوجه إلى الصالحية ، ثم بعد أيام أشيع بأن السلطان توجه من هناك إلى البلاد الشامية ، فتعجب الناس من ذلك وكان في نفر يسير من العسكر بحيث إنه كان معه من المماليك نحو من أربعين مملوكا من خواصه وكان معه بعض أمراء عشراوات وتاني قرا الدوادار الثاني وآخرون من الأمراء.
وفي شعبان وصل هجان من عند السلطان وأخبر بأن السلطان دخل حلب وأقام بها وهو قاصد إلى جهة الفرات وقد عرج قبل دخوله إلى حلب نحو طرابلس.